إحكام البناء في رحلة الغفران الجزء الثّالث - درس

إحكام البناء في رحلة الغفران الجزء الثّالث

إحكام البناء في رحلة الغفران الجزء الثّالث 

رحلة الغفران نصّ قصصيّ تعدّدت مظاهر إحكامه:

1-تنوّع نسيج النّصوص وعلاقته بإحكام البناء في رحلة الغفران:

عجّ قسم الرّحلة بنصوص عديدة بعضها أدبيّ مثل الأشحار وأخبار الأدباء وبعضها أسطوري أو خرافيّ وبعضها مقدّس مثل القرآن والأحاديث إضافة إلى الشّروح اللّغويّة والاستطراذات الأدبيّة والنّحويّة والصّرفيّة والعروضيّة لذلك نعتها بعض الدّارسين بعدم التّجانس.غير أنّ تجويد النّظر يفضي إلى تناغم هذه الأشكال التّعبيريّة وتفاعلها مع مع السّرد فهي ليست عائقا فنّيا بل هي تغني السّرد وتحقّق انسجامه وتسهم في بناء العالم القصصيّ ومن الأمثلة الّتي تبيّن أهمّية هذه النّصوص في بناء السّرد:

أ‌-الآيات القرآنيّة:

في ترد في سياقات السّرد وعلى ألسنة الشّخصيّات القصصيّة ونادرا ما ترد على لسان السّارد. فهي جزء من الوقائع اللّفظيّة وتصبح حينئذ مكوّنا من مكوّنات السّرد تنهض بوظيفة تكوينيّة داخل النصّ وتعتبر جزءا لا يتجزّأ من الأثر. لقد مثّلت مرجعا للسّارد يشتقّ منه عالما متخيّلا من جهة كما أتت في سياق الحوار ورواية الأقوال للاحتجاج فابن القارح يحتج على الملك الّذي مرّ أمامه بعد اكتشاف الحقيقة الدّنيويّة للحوريّتين اللّتين اختلا بهما ( حمدونة وتوفيق السّوداء ) يحتجّ عليه بقوله: يا عبد الله أخبرني عن الحور العين أليس في القرآن:” إنّا أنشأناهنّ إنشاء فجعلناهنّ أبكارا عربا أترابا”.    

ب‌-الشّعر:

وهو مرجع يشتقّ منه السّارد أحداثه وكثيرا ما يعمد السّارد إلى تحويره وإعادة إنتاجه في لغة سرديّة فيكون المتخيّل مشتقّا من الأخاييل الشّعريّة ومن أمثلة ذلك قصّة ابن القارح النّاشئة من ثمر الجنّة. وعليه فإنّ النصّ السّرديّ ينشأ من القرآن والشّعر النّصوص الأصول.

2-الشّروح والتّعليقات اللّغويّة وعلاقتها بإحكام البناء في رحلة الغفران:

وهما على ضربين:

أ‌-ضرب له دور في بناء السّرد:

إذ هو يرد على لسان الشّخصيّات لا على لسان السّارد. فقد أثار ابن القارح مع حيّة في روضة مونقة مسألة لغويّة تدخل في باب القراءات وتنفتح على مسائل نحويّة وصرفيّة “فكيف سمعته يقرأ فالق الإصباح؟ فإنّه يروى عنه بفتح الهمزة كأنه جمع صبح…” فهذا الخطاب اللّسانيّ داخل في خطاب السّرد لأنّه مادّته.

ب‌-ضرب يقطع السّرد:  

            ومن أمثلته قوله في قصّة ابن القارح مع عديّ ابن زيد معقّبا على الحوار:”قوله يا مكبور يريد يا مجبور فجعل الجيم كافا وهي لغة رديئة يستعملها أهل اليمن”. ولهذا الضرب وظيفة معرفيّة لأنّه يمنح القارئ معلومات إضافيّة عن عالم القصّة أو عن مقاصد سردها. وإلى جانب الوظيفة المعرفيّة فللوقف دور أساسيّ في إنتاج المتعة. هو أداة يعطّل بها السّارد مسار الأحداث ويؤجّل الوقائع فيملأ القارئ اشتياقا، إذن فللشّروح أهمّية كبرى في بناء السّرد وتحقيق اللّذة الأدبيّة. وبناء على ما تقدّم فإنّ نسيج النّصوص متناغم خادم للبناء القصصيّ ونظام الحكاية.

مقالات ذات صلة بالموضوع

  • الإضحاك في رحلة الغفران نقد و احتجاج
  • السخرية في رحلة الغفران إمتاع
  • آليات السخرية من ابن القارح في رحلة الغفران
  • الإضحاك في رحلة الغفران حاجة نفسية
  • الإضحاك في رحلة الغفران تقليد أدبي
  • الإضحاك في رحلة الغفران بين الحاجة والاحتجاج
  • تجليات الخيال في رحلة الغفران
  • مصادرالخيال في رحلة الغفران
  • مفهوم الخيال في رحلة الغفران
  • الجرأة في رحلة الغفران
  • تدريب على إنتاج مقال أدبي رحلة الغفران
  • إحكام البناء في رحلة الغفران
  • إحكام البناء في قسم الرحلة ( الجزء الثاني)
  • إحكام البناء في رحلة الغفران ( الجزء الثّالث
  • السخرية في رحلة الغفران الآليات والمقاصد
  • السارد في رحلة الغفران أنواعه و مواقعه
  • وظائف السارد في رحلة الغفران:
  • السخرية من ابن القارح
  • النسيج الفني المثير:توليد الحكاية من نصوص تراثية
  • المعري محاجج لواقع المجتمع: الطريقة والقضايا والغايات
  • المعرّي محاجج لثقافة العصر:

أضف تعليق

لا يمكن نسخ هذا المحتوي

شكرا