مضامين مسرحيّة مغامرة رأس المملوك جابر - درس -

مضامين مسرحيّة مغامرة رأس المملوك جابر

مضامين مسرحيّة مغامرة رأس المملوك جابر

علاقة الراعي بالرّعيّة:

-هي علاقة قائمة على القمع والعسف والظّلم والاستبداد ،فالسلطة السّياسيّة تسلب الشعب مقوّمات الحرّية والكرامة وتحاصره فكريّا وسياسيا وتسحقه اقتصاديّا واجتماعيّا وتسلبه إرادته ووتحاصره بالخوف ليكون خاضعا خانعا

“الوزير:(باحتقار):العامّة ؟ ومن يبالي بالعامة؟”

-فالرّعيّة مطيّة لحلّ الأزمات في فترة الصراع السياسيّ ،فالخليفة يقرّر فرض ضريبة مقدّسة لتموين الجيوش القادمة لمناصرته ولا يتسنّى له تنفيذ ذلك غير القمع والتخويف.

الرجل الثاني:” ويأمروننا بالطاعة

المجموعة:”فنطيع

المرأة الأولى”ذلك هو سرّ الأمان في هذا الزمان

الرجل الثالث:تعلّمناه من الجلاّدين وسياطهم المرصّعة بالمسامير”

ينتج عن ذلك تردّي الأوضاع الاقتصاديّة التي تؤدّي إلى التفكّك الاجتماعيّ والتحليل الأخلاقيّ( الفقر والجوع يدفع الناس إلى بيع عرضهم وشرفهم)

وإذا حصل تقارب بين الرّاعي والرّعيّة فإنّه تقارب مصلحيّ انتهى بالغدر. فالوزير قرّب جابر ووعده بالثّراء والزّواج والسّعادة لا حبّا فيه ولكن من أجل تبليغ الرّسالة لذلك انتهت رحلة جابر بفاجعة وهذا دليل على أنّ العلاقة بين الرّاعي والرّعيّة محكومة دائما بالدّهاء والغدر

علاقة الراعي بالحاشية والحاشية بالراعي:

أساسها التوجيه والقهر والاحتقار من الوزير لمماليكه.

-علاقة توجّس :انتظار الفرصة للانقضاض عليها

-علاقة مصانعة وخدمة من الحاشية المقربة مثال الوزير واستعانته بعبد اللطيف

-علاقة خدمة وولاء يحققان البطش بالرّعيّة

الفتن السياسيّة:

*أسبابها: الصراع على السلطة وامتلاك النفوذ ويجسد ذلك صراع دمويّ عنيف بين الخليفة ووزيره.

*نتائجها: مدمرة للبلاد ومضرّة بالعباد ومخلّة بأمن الناس واستقلال البلاد ومناعتها .

*نتائجها السياسيّة:

العفن السّياسي والضعف، فالوضع السّياسيّ تنخره المكائد والفتن وصورة بائسة لحياة سياسيّة ،فالخليفة يعمد إلى تأليب أمراء الولايات ضد الوزير ساعيا إلى كسبهم كحلفاء(مقابل إغراءات )في حين يحاول الوزير الاستقواء بجيش العجم والاستنجاد بهم لمساندته. هذه الحال تنذر بأزمة ستأتي على كلّ من في بغداد راعيا ورعيّة وحاشية

*نتائجها الثقافية:

تفشّي الوصوليّة والانتهازيّة فالمملوك جابر رأى أنّ الفرصة مناسبة ولابدّ من استغلالها”وجدت أمامي فرصة عمري فهل أتركها ،أكون مجنونا لو لم أثب عليها”

المثقف والمجتمع: مضامين مسرحيّة مغامرة رأس المملوك جابر

يمثل المثقف في الركح الحكواتي (الخارجيّ) ويمثله في الركح الداخلي الرجل الرابع.

صورة المثقف القادر بنفاذ عقله على معرفة الأسباب. إلاّ أنه مثقف منفرد فهو صوت المعرفة رغم الجهل و التخلف فهو يواجه من يسعى إلى إسكاته ولجمه.

-الرجل الرابع:أي وحق الله قضيت فترة ليست قصيرة في السجون ومع هذا فقد ازددت يقينا بأنّ ما تقولونه لا يقود إلاّ إلى ما نحن فيه … نهترئ كالنفايات.

المرأة الأولى: ليس غريبا أن تعرف السجون ما دمت تحبّ كثيرا طرح الأسئلة.

فالمثقف، إذن، مقهور وسط عامّة الشعب. لكنه رغم ذلك يتحمّل مسؤوليته ، ويبلّغ رسالته منقذا للانسانيّة موجها عقول المتفرجين لينشدوا درس المسرحيّة وينتج لهم بعقله الوقاد عبرتها”من ليل بغداد العميق نحدثكم…”

-فالمثقف يعمد إلى قراءة الأحداث الموضوعيّة، باعتبارها نتائج، بتعقل وتدبّر وحكمة وربطها بأسبابها ودوافعها ففي الوقت الذي كان فيه أهل بغداد يتذمرون من مأساوية الواقع فالرّجل الرّابع يخاطبهم “وحق الله إنّه أمر محتوم في هذا الوقت وإنّ انهيار الواقع وتردّي الأوضاع هو نتيجة حتميّة لسببين:

-الأوّل: وجود سلطة مستبدّة تمعن في قمع الناس واضطهادهم واستلاب كرامتهم وحرّيتهم.

-الثّاني: تفشّي روح التواكل واللامبالاة والخنوع

الحبّ والسياسة:

-الحبّ هو قادح جابر لارتياد المغامرة السياسيّة:جابر”أفكّر بأشياء يا منصور أشياء مثيرة يختلط فيها وهج الذهب وعطر زمرّد وعلوّ المقام”ويضيف قائلا:”فعلت كلّ هذا من أجلك يا زمرّد أنت من أوقد ذهني ومدّني بالإلهام .كنت أحلم بك عندما لمعت في ذهني الفكرة “إلاّ أنّ السياسة مانعة من تحقيق حلم الأحبّة لما يحيط بلعبتها من أخطار ومفاجآت.

جابر”كلّ الفرق بين الفشل والنجاح أن يعرف المرء كيف ينقضّ على الفرصة .لا تخافي المهمّة سهلة ولا مبرّر للقلق .ساعود … وستكون أمامنا كلّ الأيام أيّام حافلة وبهيجة “

العقل والعاطفة:

الصراع نجده متجسّدا في شخصيّة جابر فهو كيان غير متوازن نتيجة انفلات الغريزة والعاطفة وسوء توظيف الذكاء(العقل)

إنّ انفلات الغريزة الجامحة كان سببا في مصيره المفزع ،فونوس يؤكّد ضرورة لجم الشهوات والغرائز وإخضاعها للعقل والمنطق وإلاّ كان مصير الإنسان مأساويّا قاسيا(ضيق أفق جابر وقصور وعيه واستبداد المطامع الفرديّة به)

مفهوم السعادة والشرف:

-إنّ السّعادة في منظور جابر الوصوليّ هي امتلاك أدوات السموّ والتسلّق الاجتماعيّ المحققة لشرف المكانة وهو يلخّصها في ثالوث الثروة والمنصب والمرأة. جابر:” كل ما ينتظرني لا يحبّ الصبر أو الفراق:لا الزوجة ولا الثروة ولا المراتب:المرأة يرتخي حزام سروالها إن طال انتظارها والثروة تتخاطفها الأيدي إن طال انتظارها والمراتب يسرقها الطامعون إن طال انتظارها”

الزمن والتاريخ:

*بعد حضاريّ :الزمن فيه هو الحاضر :هزيمة حزيران 1967 –دعوة العرب إلى مواجهة أزمات العصر الحاضر بشجاعة ووعي ومسؤوليّة

*بعد ذهني:الزمن فيه هو قوة موجّهة لمصير أمّة ومآل أفراد والتاريخ هو مقبرة هذه المآسي تحفظ ليعتبر بها أهل الحاضر ويصوغوا منها المستقبل وتختلف درجات الوعي بالزمن بين ممثلي شرائح المجتمع العربيّ في مسرحيّة ونوس.

-الزمن عند الزبائن في المقهى سجيّة رتيبة ممتدّة تورّث الارتخاء والسآمة وتبعث على اللامبالاة. وهم يطلبون الحكاية في السهرة تمضية للوقت وتقصيرا لطوله وثقله عليهم خاصّة أن لا قيمة لحياتهم في أعينهم مادامت في زمن الهموم وانسداد الأفق.

هذا الموقف يترجم كذلك على لسان عامة بغداد ممثلي عموم الشعوب العربيّة بعد هزيمة1967 وقد استكانوا وضعفوا أمام ما يحرّك زمنهم من صراعات ومواجهات و أطماع.

-وعي الحكواتي بالزمن وعي موضوعيّ مشبع من قراءة التاريخ في حتمياّته وقوانينه لذلك يعتبر التاريخ فعل الانسان الجمعيّ في الزمن فعلا واعيا فيه حرص على تغيير ما بالنفس فيصرّ على ترتيب الحكايات ليكسب التاريخ منطقا

-وهو يرى أنّ تغير حركة التاريخ رهين تغيّر الشخصيّة الإنسانيّة الفاعلة .

-الحكواتي:لا أدري … ربّما ..الأمر يتعلّق بكم

ينتج عن ذلك اختلاف في تحديد وظيفة التاريخ :هي :وظيفة التسلية والتخدير عند الزبائن ، وهي وظيفة تعليميّة تبني العقول وتعوّدها قراءة الواقع قراءة موضوعيّة تبحث عن عوامل الهزيمة في بنية المجتمع والتكوين الثقافية للشخصيّة كما يجسد ذلك الحكواتيّ بوظيفته وإصراره على سرد الحكايات الحزينة الكئيبة:

الحكواتي:لأنّها في تسلسل الكتاب هي التي تقود إلى زمن الحكايات المفرحة”

-إنّ ونوس لا ينظر إلى التاريخ بوصفه ظاهرة سكونيّة تخضع للجمود والرّكود ولا تقبل التغيّر أو تتجاوب مع التطوّر المستمرّ وإنّما نظر إليه باعتباره سلسلة متصلة تتالى حلقاتها بانتظام عبر ترتيب نظاميّ تسلسلي دقيق محكم يجعل من حلقاتها الأولى بداية لحلقاتها التالية .

-يهدف ونوس من وراء اقتطاع مرحلة تاريخيّة قائمة من مراحل الضعف والانحطاط التي عرفها التاريخ العربي القديم إلى إسقاط ذلك الماضي الغابر بأحداثه الخطرة وصورته الأليمة على الواقع التاريخيّ المأساويّ المعاصر للأمة العربيّة إثر نكسة حزيران1967 حيث التاريخ يكرر نفسه بانكساراته وهزائمه التراجيديّة الفظيعة.

“الزبون2:أي والله كأنّ الأحوال لا راحت ولا جاءت”

مضامين مسرحيّة مغامرة رأس المملوك جابر على صلة بالسّاسي والاجتماعي والذّهني

أضف تعليق

لا يمكن نسخ هذا المحتوي

شكرا