شرح قصيدة الحدث الحمراء المتنبي - درس -

شرح قصيدة الحدث الحمراء المتنبي

أهداف شرح قصيدة الحدث الحمراء :

+ أن يصبح التّلميذ قادرا على: 

  • استجلاء الحكمة وتبيّن خصائصها وتحديد وظائفها.
  • تبويب مولّدات الإيقاع وتبيّن خصائصه وأثره في القول الحماسيّ
  • رصد معاني الحماسة
  • استجلاء صورة البطل والجيش

موضوع قصيدة الحدث الحمراء :

يمجّد المتنبّي قيمة الإرادة  والعزم متعرضا إنجازاتسيف الدّولة الحربيّة 

مقاطع قصيدة الحدث الحمراء

يمكن تقطيع قصيدة الحدث الحمراء حسب معيار التّعميم فالتّخصيص فتستقيم مقطعين، يشغل الأوّل البيت الأوّل والبيت الثّاني وهو مقطع حكميّ فيه تغنّ بالقيم الفاضلة وذمّ للقيم المرذولة. أمّا الثّاني فيستغرق بقيّة القصيدة وفيه وصف للمعركة وإشادة بأداء البطل.

شرح قصيدة الحدث الحمراء

1/ الحكمة: تغنّ بالقيم الفاضلة وذمّ القيم المرذولة:

عدل المتنبّي، في بناء قصيدته، عن البناء النّموذجيّ التّقليديّ (الوقفة الطّلليّة، الرّحلة والرّاحلة، الغرض) فعمد إلى الاستهلال بالحكمة وفيها إشادة بالقوّة والعزيمة والكرم مقبّحا الّذلّ والعجز متجاوزا بذلك الوقفة الطّلليّة التّقليديّة بكونها ترسّخ الاحساس بالهزيمة والضّعف والعجز والخنوع للزّمن وبذلك بات من الضّروريّ أن يتخيّر الشّاعر سبيلا جديدة في بناء مدحيّته. ولمّا كان الشّاعر مقبلا على التّغنّي بالنّصر والظّفر لم يكن منطقيّا أن يبكي سيطرة الزّمن عليه.

فعوض الارتداد إلى الماضي وبكاء الحبيبة ينطلق إلى المستقبل مؤمنا بالفعل مؤسّسا للقوّة.

⇐ وبذلك يتأثّر بناء المدحيّة بالنّزعة الحماسيّة فينزاح الشّاعر عن مقدّمة تحتفل بالموت إلى استهلال يحتفل بالقوّة والعظمة والعزم وبذلك طوّع بنية المدحيّة لتنسجم مع أجواء الحماسة وروحها.

لم يكن احتفال المتنبّي بالحكمة قالبا جديدا يصدّر به قصائده وإنّما احتفى به احتفاء حتّى يرقى به مراقي الإنشاء والإبداع فكان اهتمامه بجملة من الوسائط الفنّية ليخرج المقدّمة الحكميّة إخراجا فنّيا من خلال:

+ التّعميم بــ: 

  • تكثيف المعارف من الأسماء بـــ “الـ” : الكرام ، المكارم، العزم، الصّغير، العظيم….
  • توظيف صيغ الجموع:
  • طغيان الجمل الفعليّة، وقد صيغت الأفعال في المضارع المرفوع لدلالته على التّحرّر من سلطة الزّمن والذّيمومة والاستمرار

+ سهولة العبارة ويسرها مقارنة ببقيّة أبيات القصيدة لتكون عالقة بالألباب لائطة بالقلوب .

+ الميل إلى إجراءات بديعيّة : المقابلة

+ الاختيارات المعجميّة: بالتّعويل على معجمين متقابلين: معجم القوّة والارادة ≠ معجم العجز والنّقصان ليقيم عالمين متباينين ينتصر الشّاعر للأوّل ويعطف قلب السّامع علة ما يمثّله من قيم.

+ توقيع العبارة:

يتجاوب في القصيدة إيقاعان: إيقاع خارجيّ وإيقاع داخليّ:

فأمّا الإيقاع الخارجيّ الإطاريّ الّذي ارتضاه المتنبّي فهو إيقاع معلّل مبرّر لتناغمه مع موضوعها وانسجامه مع مضمونها وهو مضمون ذو نفس حماسيّ من ذلك:

  • البنية المقطعيّة للبحر المعتمد المتمثّل في البحر الطّويل وهو بحر مزدوج التّفعيلة يصلح للأغراض الرّسميّة تغلب على تفعيلاته المقاطع الطويلة المننغلقة بما هي مقاطع واسمة للكلام بمياسم الحدّة والثّقل والغلظة الّتي تقترن بالارادة والفعل والعزم. 

فالإيقاع موسوم بالوقار  وهو من وقار معنى الإرادة

إلى ذلك التزم المتنبّي بتحقيق إيقاعيّة كلامه وتقوية نغميّته بتصريع البيت المطلع وهذا الاعتناء من شأنه أن يضفي على الإيقاع الشّعريّ صلابة وشدّة وقوّة يولّدها حرف الباء وهذه القوّة والشدّة هي من قوّة البطل وعزمه وإرادته

⇐ وبذلك يكفّ الإيقاع الخارجيّ المرتضى عن كونه اعتباطيّا مفصولا عن المعنى معزولا عن النّفس الشّعريّ ليستحيل إيقاعا مبرّرا يحاكي المعنى المطروق ويوحي بالدّلالة المصنوعة. فالإيقاع في شعر الحماسة ينزع في الغالب إلى أن يكون إيقاعا موسوما بالغلظة والشّدّة 

وأمّا الإيقاع الدّاخليّ فقد تنوّعت سبله وتعدّدت ما يدلّ على نزعة المتنبّي إلى تطويعه ليكون منسجما مع معاني الحماسة وما تقتضيه من قوّة

ويمكن إرجاع المولّدات الإيقاعيّة الدّاخليّة إلى:

++++ التّماثل التّركيبي في البيت الأوّل والبيت الثّاني

++++ الاشتقاق : صغير تصغر صغارها/ تعظم العظام

++++ التّماثل الصّيغي : كالتّماثل بين صيغتي الفعلين ” تَصْغُرُ، تعظُم” »» تفعُلُ / أو التّماثل بين صفتين مشبّهتين الصّغير العظيم » فعيل أو التّماثل بين صيغتي منتهى الجموع ” الكرام العظام”

هي مفردات تتماثل في صوغها أزواجا ما يضخّم بعدها الإيقاعيّ.

++++ المقاطع الأكثر تواترا بالمدود محاكاة لتسامي الممدوح وبعد همّته وإرادته

⇐ يتّسم الإيقاع في المقطع الأوّل وسائر القصيدة بنغميّة طويلة وجرس موسيقيّ صلب شديد يتناسبان وأجوار الحماسة ومعانيها.

الغرض المدحيّ: وصف المعركة والإشادة بالبطل

صيغ المقطع الثّاني صوغا قصصيّا توفّرت فيه مقوّمات القصّ: الشّخصيّات ( أطراف المعركة) والإطار المكانيّ (قلعة الحدث) والإذار الزّماني الذّي يمكن تبيّنه من أسماء الأعلام (للأشخاص، الأماكن…) والحدث ( استرجاع القلعة وإعادة بنائها)، يجمع نسيجها نمطا خطاب (الوصف والسّرد)

هيمن السّرد في المقطع وقد أنجز ب

منشورات قد تفيدك:

أضف تعليق

لا يمكن نسخ هذا المحتوي

شكرا