جذاذة قصيدة لهذا اليوم بعد غد أريج للمتنبي شرح نص
التّقديم:
مدحيّة جيميّة منظومة على البحر الوافر التّامّ مشبعة بنفس حماسيّ قالها المتنبّي في مدح سيف الدّولة بعد هزيمته أمام جيش الرّوم عاملا على التّخفيف من أثر الهزيمة في نفسه ساعيا إلى شحذ عزمه وتحفيزه على معاودة النّزال من أجل الثّأر من الرّوم وردّ الاعتبار غلى المسلمين.
الموضوع:
يكنّي المتنبّي عن حسن بلاء سيف الدّولة في الحرب مادحا إيّاه على مقاتلة الرّوم والثّأر للمسلمين.
المقاطع:
تنهض المدحيّة على ثلاثة مقاطع: استغرق المقطع الأوّل منهما البيتين الأوّلين ومدار الحديث فيه على التّبشير بحتميّة النّصـر القريب. أمّا المقطع الثّاني مدحيّ امتدّ من البيت الثّالث إلى البيت السّابع وقوامه تعظيم بطولة سيف الدّولة الحربيّة . أمّا المقطع الثّالث فهو مقطع فخريّ يعلي فيه المتنبّي من صورة الأمّة الإسلاميّة.
التّحليل: جذاذة قصيدة لهذا اليوم بعد غد أريج للمتنبي
التّبشير بحتميّة النّصـر القريب
سلك المتنبّي في المقطع الأوّل مسلكا خبريّا تقريريّا وظيفته الإخبار عن ملامح المستقبل القريب وقد عدل المتنبّي زمنيّا عن الحاضر إلى المستقبل القريب ( بعد غد ) باعتبار أنّ الحاضر هو عنوان الهزيمة والخيبة والانكسار في حين أنّ المستقبل القريب هو الزّمان المعوّل عليه في تحقيق النّصر والظّفر والثّأر.
إنّ المتنبّي بهذا العدول عن الحضور إلى المستقبل هادف إلى تسلية سيف الدّولة وجيشه وإلهائه عن الهزيمة الواقعة بنصر مستقبليّ ممكن.
شعر المتنبّي لا يتوقّفدوره عند تمجيد انتصارات الأمّة والثّناء على أبطالها بل يتعدّى ذلك إلى التّبشير بالممكن والتّحميس من أجل الاستعاضة عن الهزيمة بالنّصرز
إنّ الثّنائيّة الّتي بني عليها المقطع هي ثنائيّة الوعيد والوعد: فهو يعد المسلمين بالخلاص والسّلامة في صورة استعاريّة شبّه فيها النّصر بالأريج أمّا الوعيد فأساسه توعّد العدوّ بسوء العاقبة وهو ما أوحت به النّار ذات الأجيج.