آليات السّخرية من ابن القارح في رحلة الغفران

تعدّدت آليات السّخرية من ابن القارح في رحلة الغفران وتمثّلت في ما يلي:

الاستهلال الثّعباني:من آليات السّخرية من ابن القارح في رحلة الغفران

خالف المعرّي شروط الدّيباجة في الرّسالة الإخوانيّة فبدل أن تكون مدحا للمرسل إليه وثناء عليه كانت انزياحا من أبي العلاء المعرّي عن هذه السّنة الأدبيّة فبدأ الرّسالة بالأفاعي والثّعابين والسّموم. لتكون التّحيّة رمزيّة تؤكّد التّشابه بين ابن القارح والثّعابين في التّلوّن والتّلوّي.

جدل الظّاهر المدحيّ والباطن المضحك:

عماد رحلة الغفران ظاهر وباطن، فظاهر الكلام مدح وباطنه سخريّة كتشبيه رسالة ابن القارح بالنصوص المقدّسة واعتبار القارئ لها كقارئ القرآنوتنزيل طاحبها في صورة الورع التّقيّ الآمر بالمعروف وبتقبّل الشّرع والنّاهي عن المنكر….

التّناقض بين مضمون الجمل الدّعائيّة وأفعال ابن القارح:

من ذلك : ويخلو لا أخلاه اللّه من الإحسان، بحوريّتين له من الحورالعين يترشّف رضابهما”

الاستطرادات والشّروح اللّغويّة:

تشغل وظيفة السّخريّة من ابن القارح بتنزيله وهو المدّعي للمعرفة بالأدب وقضاياه، في منزلة التّلميذ أمام شيخ العصر وأديب الزّمان المعرّي.

إطالة قصّة دخول البطل إلى الجنة:

هي إطالة متعمّدة للسخرية من البطل لا سيّما بتمديد الضّغوطات عليه ( نفسيّة جسّمها الخوف والتّوتّر، جسديّة مقترنة بإتعابه وهو الضّعيف المسنّ، ذاتيّة بفتح وعيه على حقيقة فراغه من العمل الصّالح)، ووضعه في مآزق ( ضياع صكّ التّوبة وما تبعه من حالة الصّرع الّتي أصابت البطل، رفض رضوان وزفر محاولاتتودّده، لوم حمزة له حينما أراد أن يتقرّب إليه بالمدح … ) الرّسم الكاريكاتوري له شيخا عجوزا محمولا على ظهر جارية زقّفونة….

التناقض بين السن والفعل:

ابن القارح شيخ ضعيف يضانك النّاس ويزاحمهم يوم الحشر أو صورته يهرول في الجنّة مذعورا من الحيّة الّتي دعته إلى اللّذة أو صورته متعلّقا بركاب ابراهيم…..

التناقض بين المقدس و المدنس:

ابن القارح يسجد لله إعظاما وإجلالا ويرفع رأسه من السّجود لينظر إلى عجيزة الحورية.

التناقض بين الصفة والأفعال:

ابن القارح شيخ ورع تقيّ كما حرص المعري على نعته ولكنّه في الآن نفسه يمارس المتع معقولهاوشاذّها معربدا في الجنّة عاقدا المجالس الخمريّة والمنادمات والخلوات الجنسية مخاصما أهل الجنة شأن آدم وشعراء الرّجز…

التناقض بين القول والفعل:

ابن القارح يدعو إلى عدم العربدة ويعربد، ويدعو إلى عدم التّخاصم ويخاصم، ويدعو نفسه يوم الحشر إلى الصبر ولا يصبر وإنّما يتعجل الدخول إلى الجنة عن طريق الاحتيال…

تخييب أفق الانتظار:

التذاذ ابن القارح بالجاريتين ينقلب بعد الوعي بحقيقتهما ( حمدونة وتوفيق السّوداء) مرارة…

مقالات ذات صلة

  • الإضحاك في رحلة الغفران نقد و احتجاج
  • السخرية في رحلة الغفران إمتاع
  • الإضحاك في رحلة الغفران حاجة نفسية
  • الإضحاك في رحلة الغفران تقليد أدبي
  • الإضحاك في رحلة الغفران بين الحاجة والاحتجاج
  • تجليات الخيال في رحلة الغفران
  • مصادرالخيال في رحلة الغفران
  • مفهوم الخيال في رحلة الغفران
  • الجرأة في رحلة الغفران
  • تدريب على إنتاج مقال أدبي رحلة الغفران
  • إحكام البناء في رحلة الغفران
  • إحكام البناء في قسم الرحلة ( الجزء الثاني)
  • إحكام البناء في رحلة الغفران ( الجزء الثّالث
  • السخرية في رحلة الغفران الآليات والمقاصد
  • السارد في رحلة الغفران أنواعه و مواقعه
  • وظائف السارد في رحلة الغفران:
  • السخرية من ابن القارح
  • النسيج الفني المثير:توليد الحكاية من نصوص تراثية
  • المعري محاجج لواقع المجتمع: الطريقة والقضايا والغايات
  • المعرّي محاجج لثقافة العصر: