تنوع مجالات البحث في مؤلفات الجاحظ و منها :
– مجال علم الطبيعة و الحيوان :
درس الحيات و الذبان و النمل … و تعمق في دراسة خصائصه وطبائعه و سلوكه في بيئته والأمثلة على ذلك كثيرة منها دراسته لعلاقة العصافير بفراخها وحبّها لها إذ يقول عنها : << وليس في الأرض طائر، و لا سبع ، و لا بهيمة ، أحنى على ولد، ولاأشد به شغفا ، وعليه إشفاقا من العصافير ..>> .( كتاب الحيوان).
– مجال الاجتماع البشري :
تناول بالبحث والاستقصاء عدة ظواهر تتصّل بالمجتمع الإنساني مثل ضرورة البيان على اختلاف أنماطه لتحقيق التواصل بين أفراد المجتمع الواحد: << … هو البيان الذي جعله الله تعالى سببا فيما بينهم ومعبرا عن حقائق حاجاتهم… ثم لم يرض لهم من البيان بصنف واحد … و هذه الخصال هي اللفظ و الخط و الإشارة …>> (كتاب الحيوان ).
ودرس في المجال الاجتماعي أيضا الأجناس المختلفة التي تكوّن عنصرا من نسيج المجتمع العباسي من عرب و ترك و سودان… فألف رسالة ” في مناقب الترك و عامة جند الخلافة ” عقد فيها فصلا لبيان ” الاختلاف بين التركي والخراساني” …
كما بحث في ظاهرة انتشار القيان و أسباب مجونهن إذ اتسعت فئة القيان في المجتمع العباسي لميل الناس إلى اللهو ومجالس الغناء. و خصص الجاحظ لهذه الظاهرة مبحثا بعنوان “رسالة القيان” تعرض فيه لأخلاق القينة و سلوكها الملائم لطبيعة دورها في المجتمع و حاول تفسير ذلك : << كيف تسلم القينة من الفتنة أو يمكنها أن تكون عفيفة ؟ و إنما تكتسب الأهواء و تُتَعلّم الألسن و الأخلاق بالمنشإ ، و هي تنشأ من لدن مولدها إلى أوان وفاتها بما يصد عن ذكر الله…>>
– مجال المعرفة و أنواعها و مستوياتها :
المعرفة الحسية نسبية و غير موثوق بصحتها لأنها سطحية و لاتنفذ إلى حقائق الأشياء ، خلافا للمعرفة العقلية :<< فلا تذهب إلى ما تريك العين و اذهب إلى ما يريك العقل . و للأمور حكمان : حكم ظاهر للحواس و حكم باطن للعقول ، و العقل هو الحجة …>>. (الحيوان).
– المجال السياسي :
اهتمّ الجاحظ اهتماما واضحا بالمنافرة السياسية بين الأمويين والعلويين. و بحكم ولائه للعباسيين ردّ على الأمويين بطريقته الجدلية المعروفة في المناظرة : << فإن قالت أميّةُ : لنا الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم … أربعة خلفاء في نسق ، قلنا لهم : و لبني هاشم هرون الواثق بن محمد المعتصم بن هارون الرشيد بن محمد المهدي … >> ( الرسائل ).
– مجال الفكر الديني :
يبدو الجاحظ في الحيوان و الرسائل مفكرا مسلما مدافعا عن العقيدة الإسلامية بالرد على أتباع الديانات الأخرى و الملاحدة المناوئين للإسلام كالدهرية و الزرادشتية . و من المسائل التي تطرق إليها مسألة الحكمة في امتزاج الخير بالشر في الكون :<< اعلم أن المصلحة في أمر ابتداء الدنيا إلى انقضاء مدتها ، امتزاج الخير بالشرّ …>>.
مجالات البحث في مؤلفات الجاحظ متنوّعة ما يكشف اهتمامه بما يشغل الانسان في عصره
منشورات ذات صلة قد تفيدك:
– شرح نص فخر السّودان على البيضان
– حدود النزعة العقلية عند الجاحظ
– منهج الجاحظ في التعامل مع الأخبار
– الخصائص الفنية المميّزة لكتابة الجاحظ
– الموضوعيّة والشك المنهجيّ في الحيوان والرّرسائل
– المعتزلة يتوسّطون الفرق للجاحظ