المعرّي محاجج لثقافة العصر

المعرّي محاجج لثقافة العصر:

المحاجّة حوار فكريّ يعتمد نظاما منطقيّا دقيقا في الرّدّ على أطروحة الخصم وخصم المعرّي في القرن الخامس ثقافة سارية احتضنها البلاط البويهيّ في حين همّش ثقافة رفضت هيمنة هذا البلاط على حركة التّفكير والإبداع وكان المعرّي فيمحبسه أبرز ممثّل لها.تمّت محاجّة المعرّي لثقافة عصره وفق طريقة مخصوصة واشتغلت على قضايا محدّدة لتحقّق لها غايات عامّة

+في طريقة المحاجّة:

لمّا كانت ثقافة العصر الطّاغية ثقافة مفرزة عن هيمنة التّيّار النّقليّ في التّفكير فقد احتاج المعرّي في محاجّتها إلى آلياتها النّقليّة فكثّف من النّصوص المضمّنة ليوظّفها حججا على أطروحته

-تولّى انتقاء أوثق النّصوص وأقواها تأثيرا في المتقبّل النّقليّ من نصوص قرآنيّة إلى نصوص سنّية إلى نصوص شعريّة فإلى حجج من العيان الظّاهر(الوقائع مثلا)

-مال إلى التّثبّت من صحّة الأسانيد وسلامة المتون فجرّح الأخبار وعدّلها على نفس آليات التيّار النّقليّ في التّفكير.-لكنّ المعرّي يدافع في ظلّ هذه المحاجّة على تيّار معقول في الثّقافة العربيّ الإسلاميّة لذلك ارتكزت محاجّته على أقيسة عقليّة كالاستدلال والاستقراء والقياس

-راعى المعرّي طبيعة ثقافة متقبّله النّقليّ ودافع عن نزعته العقليّة في التّفكير فكان حجاجيّ الطّريقة داخل رحلته القصصيّة.

+في قضايا المحاجّة:

هي قضايا مفصّلة بين فرعي الثّقافة القديمة من دين وأدب

=اهتمّ في القضايا الدّينيّة بتصوّر الغيب وحاجّ طريقة فهم أصول الدّين وردّ بعض المعتقدات الشّيعيّة أو الشّعبيّة لتناقضها مع النّصّ المنزّل أو لتفاهتها لذلك عولجت في الرّحلة قضايا البعث والحساب والشّفاعة والغفران والثّواب والعقاب وتطرّق المعرّي منها إلى أصول التّوحيد والعدل والوعد والوعيد

=ناقش في القضايا الأدبيّة مسائل صناعة الشّعر فاهتمّ بمصدره بين الوجدان والعقل وبطريقته بين الكذب والصّدق وبمضامينه بين التّزلّف والالتزام وردّ على حركة نقد سابقة فضّلت الشّعراء وفق مقاييس اعتباطيّة ضعيفةèاشتغل العقل العلائيّ في محاجّته بأمّهات القضايا الثّقافيّة في عصره إذ لم يتجاوز سلطتين ثقافيتين تؤثّران في وجدان العربيّ المسلم هما الشّعر والدّين.

+في غايات المحاجّة:

-تدعيم النّزعة العقليّة في الفكر والثّقافة لقول تأبّط شرّا داخل الرّحلة عن الموقف من تدوين الشّعر الجاهليّ”كنّا في الجاهليّة نقول ونتخرّص-نكذب-فما أتاكم منّا لا تقبله العقول فهو كذب لا محالة”-نشر إنتاج ثقافيّ غزير لتجربة المحبس العلائيّ ينزع بالتّفكير نزعة عقليّة

-مقاومة انتشار تيّار عرفانيّ شيعيّ يُغرق العقول في أوهام ويوقف باب الاجتهاد وإعمال العقل.

-تخليص حركة الشّعر العربيّ ممّا وقعت فيه من عوامل ضعف وضيق آفاق الإبداع والإضافةèسعى المعرّي إلى أن يُقيم العقل إمام في الثّقافة وسلطانا على كيان الفرد من وراء محاجّته

المعرّي محاجج لثقافة العصر

مقالات ذات صلة

  • الإضحاك في رحلة الغفران نقد و احتجاج
  • السخرية في رحلة الغفران إمتاع
  • آليات السخرية من ابن القارح في رحلة الغفران
  • الإضحاك في رحلة الغفران حاجة نفسية
  • الإضحاك في رحلة الغفران تقليد أدبي
  • الإضحاك في رحلة الغفران بين الحاجة والاحتجاج
  • تجليات الخيال في رحلة الغفران
  • مصادرالخيال في رحلة الغفران
  • مفهوم الخيال في رحلة الغفران
  • الجرأة في رحلة الغفران
  • تدريب على إنتاج مقال أدبي رحلة الغفران
  • إحكام البناء في رحلة الغفران
  • إحكام البناء في قسم الرحلة ( الجزء الثاني)
  • إحكام البناء في رحلة الغفران ( الجزء الثّالث
  • السخرية في رحلة الغفران الآليات والمقاصد
  • السارد في رحلة الغفران أنواعه و مواقعه
  • وظائف السارد في رحلة الغفران:
  • السخرية من ابن القارح
  • النسيج الفني المثير:توليد الحكاية من نصوص تراثية
  • المعري محاجج لواقع المجتمع: الطريقة والقضايا والغايات