أطراف الصّراع الدرامي في مسرحيّة شهرزاد

أطراف الصّراع الدرامي في مسرحيّة شهرزاد توفيق الحكيم بكالوريا آداب

الصّراع التراجيديّ الأساسيّ في مسرحيّة شهرزاد هو تلك المواجهة المريرة بين الإنسان والمكان وهي مواجهة ذهنيّة بالأساس تتّخذ لها الشّخوص رموزا وتقيمها طرفي صراع متقابلين.

**خصائصها:يمثّل شهريار الإنسان في هذا الصّراع الذّهنيّ لتمثّل شهرزاد المكان الجسد وإذا ما كان قمر وزيرا للملك شهريار والعبد عبدا له والجلاّد جلاّده فإنّهم جميعا على ارتبط بشهرزاد المكان اكثر من ارتباطهم بشهريار الإنسان لذلك استهلّ شهريار المسرحيّة مسرّحا جلاّده وأنهاها عاتقا عبده ودافعا وزيره إلى الانتحار حتّى يسهل أمامه طريق الرّحيل عن عالم المادّة والمكان في الجسد.الشّخوص بذلك كيانات ذهنيّة لا تجسّد قائمتين متقابلتين وإنّما يبرز على الرّكح صراع بطلين رئيسيين وتظلّ بقيّة الشّخوص تبحث عن مواقع لها من هذا الصّراع فالجلاّد ينسحب من الصّراع كليّا والعبد يحوم حول الحلبة فيُقصى أمّا الوزير قمر فيصرّ على المساهمة فيه محفّزا شهرزاد ومواجها شهريار فتنتهي المساهمة بسحقه وانهياره مصابا بأفدح فاجعة ركحيّة.

**العلاقات بينها:تتأسّس العلاقات بين البطلين الرّئيسيين على المواجهة والقطيعة والاستدراج والتّجاوز فشهرزاد تواجه شهريار بفشله بعد عودته من بيت السّاحر فيصعّد الفعل بالرّحيل لتستدرجه إلى القصر من جديد وتعيده إليها إلى عالم المكان/الجسد فيها باستدعاء العبد لكنّ شهريار يتجاوز ذلك بسلوك التّطرّف واللاّمبالاة وتنتهي المسرحيّة على انفصال تامّ بين بطلي الحكاية ألف ليلة وليلة.

**دلالاتها الرّمزيّة:تحيل الشّخصيات على رموز ذهنيّة مرتبطة بجوهر الصّراع التراجيديّ في المسرحيّة.فشهريار رمز العقل الإنسانيّ المحض وقمر رمز العاطفة هو القلب لا يرى الدّنيا إلاّ جمالا والعبد رمز الغريزة والشّهوة والجلاّد رمز القوّة ليتمّ بذلك الصّراع داخل كيان الإنسان بين عقله وقلبه وجسده وإنّما تمثّل شهرزاد في سكونها وثباتها الكيان الإنسانيّ مجمّعا لمكوّنات من عقل وقلب وجسد أو ليست هي سوى مرآة تنعكس عليها ذوات الآخرين لتمثّل الطّبيعة والأرض والحياة والواقع أي كلّ ما يُمكن أن يُمثّل قيدا على حلم التّحرّر والارتباط بعالم مطلق لا حدود فيه.

أطراف الصّراع الدرامي في مسرحيّة شهرزاد