شرح نص الراعي و الرعية للتوحيدي

أهداف شرح نص الراعي والرعية للتوحيدي محور المنزع العقلي السنة الرابعة آداب :

  • تبين بنية الليلة في طرح مسامرات الإمتاع و المؤنسة
  • تبين أهم مقومات الخطاب الحجاجي
  • تبين امتزاج خطاب العقل بخطاب الأدب
  • تبين المسألة السياسية و سبل طرحها / العلاقة بين السائس و المسوس
  • منزلة المثقف واسطة بين الرّاعي و الرعية

المرحلة التمهيديّة لـ شرح نص الراعي والرعية للتوحيدي محور المنزع العقلي السنة الرابعة آداب :

التمهيد:

خاض التوحيدي مع الوزيرين سعدان في تلك المسامرات اللّيلية أو اللّيالي في عديد القضايا و المواضيع، و كثيرًا ما كان ابن سعدان يفجرّ السؤال أو يطرح المساءلة و يكون ذلك فاتحة الحجاج، و من القضايا التي أثيرت، القضية السياسية، و ها هو الوزير يبلغه خبر انتفاض الرّعية، فيعمل العزم على التنكيل بها و إخماد أصواتها.

فكيف سيتدخّل أبو حيّان، و كيف سيسكن فورة رجل السلطة؟ و ما العلاقة بين الرّاعي والرّعية كما صوّرتها هذه اللّيلة من ليالي الامتاع و المؤانسة؟

التقديم المّادي شرح نص الراعي والرعية للتوحيدي

نصّ نثري حجاجي قديم ذو طابع سياسي أخذ من اللّيلة الرّابعة و الثلاثين من كتاب الامتاع و المؤانسة من الجزء الثالث من الصفحتين 84 / 85 تحقيق أحمد أمين و أحيد الزّين ،منشورات دار مكتبة الحياة – بيروت – لبنان – و يرد النصّ في سياق الاجابة عن كلام الوزير الغاضب عن الرّعية و الّذي أعلن عزمه على التنكيل بها. ( جملة حول الكاتب / جملة حول العصر / جملة حول الكتاب ).

الموضوع:

يخوض التوحيدي مع الوزير في مسألة العلاقة بين الرّاعي و الرّعية كاشفا عن تسلّط الرّاعي محاولا إخماد غضبه مستدلا على ذلك بجملة من الحجج و البراهين داعيًا إلى الرّفق بالرّعية.

الوحدات شرح نص الراعي والرعية

المعيار : شكل الّليلة:

  • كلام الوزير : من البداية ………. الواجبة:طرح المسألة: إعلان العزم على الفتك بالرّعية : مناسبة الحجاج= الوضعية الحجاجية : أطروحة مستبعدة.
  • كلام التوحيدي: البقية: الجواب = الدّفاع عن الرّعية و الدّعوة إلى الرّفق بها عبر حجج المنطق / كلام سليمان : بنية حجاجية.

 الاطروحة : الجواب البديل: واحد منهم …… العامّة.

سيرورة الحجاج: ….. و إن شغب الشاغب.

الاستنتاج : بقيّة النصّ.

المرحلة التحليلية شرح نص الراعي والرعية للتوحيدي

كيف نقرأ نصًّا نثريا قديما؟

كيف نقرأ نصّ المسامرات؟

 أول ما يلفت الإنتباه هو هذا الشكل المخصوص لبناء النصّ               : شكل اللّيلة : خطاب يندرج ضمن أدب المسامرات.

  • ازدهر فنّ المناظرات مع تطوّر علم الكلام: مجالس مدارها الكلام العقلي في الدّين أساسا :
  • الوحدةالاولى:قول الوزير:

 يتصدّر نسيج النصّ / يتصدّر المجلس / المسامرة: صاحب النفوذ، الآمر، الرّاعي

هو المبادر بالكلام: هو الذي يطلب الجواب و يحدّد موضوع اللّيلة.

لعلّ تنوع مواضيع اللّيالي يفسَّر في وجه من وجوهه أنّ الوزير يطرح ما يشاء و متى يشاء.

 في بعض اللّيالي: هذه القرينة الزمنية لا تخلو من تعتيم و ضبابية: عمليّة تدوين اللّيالي تمّت بعد فترة من الزّمن عبر التذكرّ و الاسترجاع: أبو الوفاء المهندس وليّ نعمته هو الذي طلب منه أن يدّون.

 منطوق الوزير: لغة المعجم سياسي: ” العامة، شأننا، الهيبة، يحسم، شؤون” .

 موضوع اللّيلة الرّابعة و الثلاثين موضوع سياسي= خطورة الوضع السياسي= أحوال العامّة تحوّلت إلى مجالس السلطة.

 القاموس العسكري: ” التنكيل الشديد، قطع ألسنة، قطع أيد، قطع أرجل”

لغة القوّة و منطق القوّة : منطق التسلّط العسكري.

كلام الوزير أو كلام رجل السلطة كلّه انفعلات عاطفية و توعّد و تهديد و قسوة و دعاء سلبي و ذمّ لهذه الرّعية.

كلام  يرسم لنا صورة للسّائس المستبد لعلّها السائدة في عصره / غارقة في العنف

       يغيب العقل

لكن كيف سيكون ردّ التوحيدي و هو من العامّة و يسمع هذا القرار السياسي الرّهيب؟

 الوحدة الثانية : وحدة الجواب :

التحوّل: من قول الوزير …… التوحيدي.

التحوّل من منطق القوّة …. العقل ( من منطق القوّة إلى قوّة المنطق ).

تحوّل من خطاب السّائس إلى خطاب المسوس.

تحوّل من منطق الرّاعي إلى منطق الرّعية.

  • وضعية محرجة للتوحيدي: هذا الأديب مطالب في الآن نفسه بالابتعاد عن بطش الوزير، و الدّفاع عن الرّعية: لذلك سـ:
  • –          يتخفّى وراء سند آخر هو المنطقيّ.
  • ينوّع الحجج و البراهين.

سيتوخّى خطّة حجاجية ناجعة و محكمة حتّى يحقّق الاستراتيجيا المطلوبة و هي تبريد فورة الوزير.

  • التخفي وراء ابي سليمان المنطقي.
  • تدرّج سيرورة الحجاج: لم يسند التوحيدي الرّد له، أي لم يجره على لسانه بل أجراه على لسان أبي سليمان. “أمّا أبو سليمان فإنّه قال. ” أسلوب الاسناد: سنّة قديمة في الكتابة النثرية. أسلوب شفوي فقهي مترسّب في قاع الكتابة النثرية القديمة منذ الولادة ( الجاحظ ).
  • السند هذه المرّة ليس بخيلا من بخلاء الجاحظ أو رجلا من رجال الدّين بل هو رجل منطق كان التوحيدي يكتب له لانّ مهنته الوراقة: تأثر التوحيدي بالمنطقي: المصدر الأهم في نصوصه: تأثر كبير به، لا يغيب لا في الامتاع و المؤانسة و  لا في المقابسات ولا في الاشارت الالهية.

لكن هل أنّ التوحيدي لم يقل شيئًا ؟ هلى هو مجرّد ناقل للكلام أم أنه يتظاهر بالحياد و يتستر وراء المنطقي  و غيره لتسريب مواقفه السياسية و الدّينية؟

  • تنويع الاساليب و الحجج: كلام المنطقي = كلام مشحون بالعقل ≠ كلام الوزير

أسلوب الطباق: المتضادّات: وقفة المجادل



قناة العقل
قوّة الاستدلال المنطقي        يتجه للعقل البرهنة بالحجج العديدة / الأمثلة التوليد المنطقي / تفسير و استدلال  
قناة العاطفة
لغة المنطق تشوبها العاطفة : الوجدان حاضر حضور قاموس المشاعر و الأحاسيس ” الحنوّ عليه، الرّفق به، الرّقة ، الحنان، أوشج “التوحيدي لا يحرّك في المحجوج عقله فقط و إنّما يحرّك فيه العاطفة أي يثير عطفه و شفقته على الرّعية.  

الخلاصة الكبرى النهائية لهذه الوحدة:

“و إن شغب الشاغب و الحق معترف به و أعنت … ” لا يحدّد المنطق أعمال الرّاعي فقط و شروطه المثلى، و إنّما ينظر إلى المسألة من جهة العامّة، و يرسم لنا صورة مثلى، فهي الرّعية التي تحاول أن تسأل و تبحث في أحوالها و تعالج أمورها و تتدخل في السّلطة: لكن التوحيدي يستدرك في آخر المطاف معترفا بأنها أحدثت فتنة ” و إن شغب الشاغب ” غير أنّ هذا الشغب مشروع في المنطق ولدى التوحيدي، فلو كانت تعيش في أمن ورخاء لما انتفضت .

*نهاية الليلة:

ستنتهي هذه اللّيلة بقولة الوزير: ” لقد برّدت و الله غضبي “

  • هذا النجاح وليد قوّة الحجج ودراية بفنون الحجاج.

يتمكّن التوحيدي من إقناع رجل السلطة  بقوّة المنطق

  • لغة النصّ لغة حجاجية في أسلوبها ، سياسية مضمونها
  • توفر أهم مقومات الخطاب العقلي : قوّة الحجاج = كثرة الأساليب الحجاجية و الرّوابط المنطقية.
  • تنوّع الحجج و تنّوعها، لكن، تخلّل الحجاج و الاستفهام

    التفسير و الشرح: تخلّل الوجدان استدرارا لأن الوزير في حاجة إلى ذلك    لعطف الرّاعي الرّعية

الخطاب العقلي في كتاب الامتاع و المؤانسة لا يخلو من العقل.

  • الاسلوب البديعي : السّجع / الطباق / جمل متوازنة.
  • التوحيدي يمتب بأسلوب الأدباء و لكنّه يميل إلى المدرسة الجاحظية و لم يسقط في مدرسة البديع السّائدة في عصره.
  • يشتغل التوحيدي على الأساليب، فبقدر ما وجدنا تراكيب التضاد وجدنا كثرة المورادفات = أسلوب جاحظي يلفت الانتباه.
  • يعتبر التوحيدي ( ق 4 هـ ) من الذين تأثروا بالجاحظ و لم يسقط في مدرسة البديع السائدة في عصر و إن كان تأثر بها.
  • نقل مناظرات ذلك العصر الكلامية و العقلية.
  • تذكير:
  • –         *علم الكلام هو إعمال العقل في أمور العقيدة و هو بعبارة بن خلدون ” توظيف الأدلة العقلية في الأمور الإيمانية ”
  • –         *النثر العربي القديم في القرن الرّابع و الخامس هـ تأثر بعلم الكلام و بظهور الفلسفة الاسلامية و المناطقة و سنجد أثر ذلك في نصوص التوحيدي
  • –         *الوضع السياسي في عهد التوحيدي متأزم، العلاقة متصدّعة بين الرّاعي و الرعية: علاقة صراع.
  • صورة السلطان مالك القوة المادية و فاقد القوّة العقلية.
  • صورة الاديب في هذه النصوص هي صورة المرشد للسلطان الذي يعلّمه الحكمة
  • و التوحيدي لم يخرج عن هذه الحكمة و عي الأديب بدوره. جدليّة الحكمة و السلطان
  • الوزير لا يملك أدبًا و هو يتكلم كما جاء و إنما الّذي دوّن الليلة هو الأديب مالك الفصاحة و البلاغة لذلك نجد هذا التوازي و الترصيف في الكلام و هذه الجمل المبنية على الترصيف و التوازي.
  • الأسباب = العلل ( القلب / العقل / النفوس )  (الجوهر) / (الظاهر / الباطن) (الأصل الفرع )         مصطلحات الفلاسفة : مصطلحات المناطقة
  • لكن قيل إنّ عقل التوحيدي ليس عقلا خالصا و إنما هو عقل ممتزج بوجدان

II–المضامين

  • صورة السّائس كما بدت من كلام السلطان
  • الوزير : صورة المستبد يملك النفوذ: صورة المنفعل الّذي يحتكم لصوت العاطفة
  • و الهوى: الغيظ: و صورة الّذي لا يعرف شيئًا :: من المنطق
  • و الحكمة:“لا أدري ما أصنع”و الذي لا يعرف ما يجري حوله. أحوال العامة : شؤون الدّولة: بعد توثيقي، هذا النصّ كشف لنا عن ملمح من ملامح السلطة السياسية في عصر التوحيدي
  • حالة الانقطاع بين الرّاعي و الرّعية.
  • وراء نصّ التوحيدي يختفي واقع غليان سياسي وتصدّع
  • وراء النّص قطيعة / الهوّة السّحيقة بين الخاصّة و العامّة
  • الأبعاد :

*   يقف الأديب بين الطبقتين يحاول تقريب الشقة: يحاول معالجة الأوضاع بلغة المنطق

  • هو على اتصال بأسفل الهرم الاجتماعي و بأعلى الهرم الاجتماعي كأنّه همزة الوصل بينهما : يحاول أن يجلب رفق السّلطان على الرّعية : و لا غرابة في ذلك فهو منتم اجتماعيا إليهم./صورة الأديب في النصوص الأدبية كلّها .
  • –         :يعالج الكاتب قضية الرّاعي و الرّعية :لغاية  تقريب الشقة
وقف وقفة  المعالج لأوضاع الدّولة: بعبارة حديثة المصلح : لكن نعيب عليه تستره وراء المنطق و عدم الجرأة بالبوح بأفكار الخاصّة.إذا كانت هي القضية السياسية في بعض ليالي الامتاع و المؤانسة و مجالس الوزير ابن سعدان.فماهي القضايا الأخرى التي خاص فيها الوزير و التوحيدي؟و إذا كان هذا أسلوب أدب المسامرات في كتاب الامتاع و المؤانسة ؟ فكيف سيكون الأسلوب في أدب المقابسات؟.