شرح قصيدة تونس الجميلة

المحتوى المستهدف من شرح قصيدة تونس الجميلة لأبي القاسم الشابي:

*الخصائص الفنيّة: تجميل صورة الوطن

*الأبعاد الحجاجيّة: لغة الغزل في الشّعر الوطنيّ

*المعاني الوطنيّة: علاقة المواطن بوطنه:الحبّ والانتماء

*تقديم النّصّ:

نصّ شعريّ عموديّ بحره الخفيف ورويّة اللحاء قاله الشّاعر الوطنيّ أبو القاسم الشّابّيّ في تصوير معاناة الوطن المحتلّ واستشراف أمل التّحرّر

*موضوع النّصّ:

الم القيد المفروض على الوطن وأمل الخلاص منه.

*مقاطع النّصّ:

المعيار:ثنائيّة الصّور بين التّعتيم والإشراق تقيم النّصّ مقطعين:

+الصّورة المظلمة:ب1èب8:ألم القيد الاستعماريّ

+الصّورة المشرقة:ب9èب15:أمل التّحرّر من القيد

**مرحلة التّفكيك:

1-الصّورة المظلمة:ألم القيد الاستعماريّ ب1ب8:

-إيقاع بحر الخفيف يناسب حاتي الشّاعر في نقل معاناته وتوعّد المستمعر ولذلك كثرت الزّحافات في القصيدة فنقلت البحر من السّكون على الحركيّة

ساهم الإيقاع في رصد حركة النّفس من الشّاعر الوطنيّ تنتقل عن شكوى الألم إلى بناء صرح الأمل.

-وظّف الشّاب يجملا خبريّة منفيّة”لست ابكي،لم نجد،وما توخّوا”ونسبها على ضمير المتكلّم ليبدي بها موقفا ذاتيّا من سنّة الوقوف على الاستهلال في القصائد القديمة

قوام هذا الموقف تغيير مدخل القصيدة من مجاراة السّنة إلى الالتزام بقضايا الوطن.وذاك تحديث في المضامين تبعه تحديث في أشكال الكتابة الشّعريّة.

-اعتماد ضمير جمع المتكلّم في النّفي”لم نجد”يرسم صورة شعب لم تتوحّد كلمته لمواجهة الغاصب

يلتزم الشّاعر بنقل قضايا وطنيّة ومعالجة آثارها على الواقع وبذلك يتخلّص من سلطة الأغراض القديمة.

-الأفعال المنسوبة إلى الجمع الغائب تحيل على المستعمر فتبني له صورة بشعة فيها القوّة الغاشمة وتنعدم منها المقوّمات الإنسانيّة.

يبرّر الشّاعر اضطهاد المستعمر لأبناء الوطن بغياب وحدة الصّف وضعف الوعي الوطنيّ بين أفراد الشّعب.

-يعلّل الشّاعر بكاءه بقوله”وإنّما عبرتيّ لخطب ثقيل”فيميل بتعليله إلى المحاجّة على موقف وطنيّ:يبكي الشّاعر معاناة كما يبكي شاعر الغزل العذريّ معاناته

يشترك الشّاعر الوطنيّ مع الشّاعر الغزليّ في تصوير عاطفة الحبّ لكنّه يختلف عنه في موضوع المحبّة من حبّ فتاة إلى حبّ وطن.

تبدو للوطن صورة المحبوبة لذلك نعت الشّابي تونس بالجميلة.

-صوّر الشّاعر معاناة الوطنيّ السّاعي إلى توعية شعبه من خلال أفعال ماضية”البسوا روحه،أخمدوا صوته،توخّوا طرق العسف،أماتوا صداحه ونواحه”

يعدّ هذا التّصوير تبشيعا لصورة المستعمر يكشف به حقيقته مادام غازيا يمنع الحرّيات ويفرض الظّلم والاضطهاد

-استعار الشّاعر لتصوير المعاناة القميص للرّوح ووصف صوته بالإلاهيّ فرفعه على مقام قدس الوحي.

الشّاعر الوطنيّ يقدّم نفسه على صورة النّبيّ ينشر دعوة ليكون حبّ الوطن عبادة يلتزم بها.

2الصّورة المشرقة:أمل التّحرّر من القيد:ب9èب15:

-الصّياغة الإنشائيّة في النّداء”يا تونس”أفادت معنى المناجاة وجعلت العبارة رقيقة فرفعت الوطن على مرتبة الأمّ بل الإلاه

الوطن في شعر الشّابي أمّ يحنّ إليها وإلاه يقدّسه فيفنى على صليب عبادته.

-يرسم الشّاعر مشهدا بحريّا مجازيّا ينقل من خلال توهّج المحبّة الوطنيّة”تونس الجميلة،في لجّ الهوى سبحت،شرعتي حبّك”فيبني علاقة وجدانيّة أقوى

الشّاعر الوطنيّ متيّم بوطنه يضحّي في سبيله وينال شهادة العاشق العفيف المتسامي.

-يبدي النّفي تعالي المحبّ بمحبوبته”لست أنصاع،لا أبالي”تعلّقا بالوطن الحبيبة ويظهر الشّاعر متجذّرا في وطنه ثابتا على مبادئه.

الوطنيّة تجذّر وثبات وانتماء تاريخيّ وحضاريّ عريق.

-التّاكيد على صورة العصر “عصر ظلمة”يقابلها الاستبشار بغد جديد”غد مشرق:شمت صباحه”وهو الصّباح الجديد الّذي تغنّى به الشّابي كثيرا

للطّبيعة وظيفة رمزيّة في الأشعار الوطنيّة للشّابي فبها يعبّر عن تعلّقه بالوطن المجيد وعن أمله الوطيد في الخلاص.

3)نشاط التّأليف:

1-تجميل صورة الوطن:

-يقدّم الشّاعر صورة جميلة للوطن يجملها في العنوان ويفصّلها في المقطعين،هي صورة حبيبة وصورة أمّ وصورة إلاه فيرفعها إلى مرتبة القدس ويضفي عليها جماليّة الخضرة والأنوار.

2-لغة الغزل في الشّعر الوطنّي:

-يقدّم الشّاعر لوطنه صورة امرأة جميلة فيعتمد لغة غزليّة معجمها وجدانيّ وعلاقاتها عاطفيّة وأطرافها عشّاق يلتقون في عالم المحبّة وهي كلّها قصّة عشق يدفعها الأمل فتُختم بالشّهادة.

3-المعاني الوطنيّة:علاقة المواطن بوطنه:حبّ وانتماء:

-يرتبط الشّاعر الوطنيّ بوطنه ارتباطا وثيقا يمكن تفصيله بين روابط وجدانيّة وروابط ثقافيّة:تربط عاطفة المحبّة الوطنيّ العاشق بالوطن المعشوق وتربط علاقة التّجذّر والانتماء بين الشّاعر ووطنه ليعتزّ به ويدافع عنه.

4نشاط تقويم شرح قصيدة تونس الجميلة:

*الموقف من تغزّل الشّاعر بالوطن:

*تغزّل عفيف غايته وطنيّة

*تغزّل بقيم إنسانيّة سامية

*تغزّل فيه ارتباط بقيمة الحريّة والفعل

لذلك يمكن ان نعتبر هذا التّغزّل مقبولا ومفيدا في تجديد مضامين الشّعر العربيّ الحديث.

*مبرّر انتماء هذه القصيدة إلى الشّعر الوطنيّ:

-تعلّقها بتونس في فترة حرجة

-رسمها لمشاعر وطنيّة فيّاضة

-تعبيرها عن صدق ارتباط بتونس

هي أسباب تجعلها من الشّعر الوطنيّ الجيّد ولم يسقط في الخطابيّة المباشرة.