ماهيّة الإنسان في حدّث أبوهريرة قال

تجسّمت ماهيّة الإنسان في حدّث أبوهريرة قال : …. في تعدّد أبعاده

  1. الإنسان بما هو كائن متعدّد الأبعاد:

قال المسعديّ:” خصب الذّات البشريّة في أن لها أبعادا مختلفة” ( تأصيلا لكيان): ــــــــــ قصّة حدّث أبو هريرة قال:… ترجمت هذا التّصوّر للذّات البشريّة بما هي ذات متعدّدة الأبعاد من خلال تجارب البطل الّتي أكّدت أنّ:

  • الإنسان وجود فرديّ: تحقّقت هذه الماهية للإنسان من خلال تجربة الحسّ، تجربة التهاب الشّهوة الحسّية / الجسديّة أحد عناصر الكيان الإنسانيّ: ــــــــ ممارسة البطل الحبّ والحسّ في جوّ لا يخلو من وثنيّة وإباحيّة تحت دين أساف ونائلة وانفتاحه على متع الدّنيا حتّى الإغراب في تعاطيها والتّطرّف في طقوسها… رمز للبعد الفرديّ في ماهيّة الإنسان كائنا متعدّد الأبعاد: قال المسعديّ:” وذلك هو الّذي تحوم حوله ستّة من الأحاديث الأولى من حدّث أبو هريرة قال:… تترنّم كلّها بأنشودة حبّ أبي هريرة وريحانة… كفترة من أهمّ وأروع فترات النّماء الوجوديّ والانفجار الحيويّ واكتمال الآمال في بهجة الحبّ” ( تأصيلا لكيان )

  • الإنسان وجود جماعيّ: تحقّقت هذه الماهية من خلال تجربة الجماعة، تجربة الانفتاح على الآخر واشتياق العدد وتجاوز ” ضيق المحبس النّفس الفرد ”. ــــ كره أبي هريرة الحصر والقصر وطلبه ” كثرة اليمّ ” تعبير عن حاجة الإنسان إلى الخروج عن حدود كيانه الفرديّ وسعادته الضيّقة بالاشتراك مع غيره فيحيا لا بقلبه وجوارحه وخياله وفكره هو فقط بل كذلك مضافا إليه إحساس وعواطف وأفكار جميع الّذين حوله.قال المسعديّ: ” تلك هي التّجربة الّتي عاشها أبو هريرة عندما مارس أبعاده الغجتماعيّة وحاول أن يهب روحه  ويفتحها لغيره وأن يكون حاضرا بالكيان الجماعيّ… ويصبح شعوره بالكيان قبسا من شعور جماعيّ فائضا عن حدود ذاته الفرديّة” (تأصيلا لكيان).

  • الإنسان وجود ميتافيزيقيّ: تحقّقت هذه الماهية للإنسان من خلال تجربة الدّين، تجربة الغيبة والفناء في الله… : تجربة الدّين في مسيرة أبي هريرة من خلال صومه وتعذيبه جسده تمزيقا بالأظافر وانتهاجهى طريقة المتألّهين من النّصارى من خلال الاعتزال في دير… تعبير على أنّ الإنسان في ماهيته كائن ميتافيزيقيّ كائن بقدرما يعيش في عالم التّحت يفكّر في عالم الفوق والماوراء: يقول المسعديّ قي هذا الموقف تنتابه ( أبو هريرة ) مأساة، مأساة من يحيا في أعماق كيانه طور الفاقة الكبرى الّتي لا يسدّها إلاّ إيمان يملأ القلب وطور ” العمى ” الّذي لا ينجي منه إلاّ نور يقذفه اللّه في أفئدة  من شاء بهم رحمة” ( تأاصيلا لكيان )

  • الإنسان وجود عقليّ: تحقّقت هذه الماهية للإنسان من خلال تجربة الحكمة: إحساس البطل بخيبة الجسد والجماعة والدّين ولّدت انعدام ثقته بهذه التّجارب فانطلق يبحث بالعقل عن ذاته المفقودة عبر إثارة غشكاليات فلسفيّة ذهنيّة مجرّدة : تجربة الحكمة أخرجت أبا هريرة من تجاربه المحدودة زمانا ومكانا إلى مطلق الكون وأوساعه وهو ما تأكّد باختياره للبحر الّذي يشرف عليه من اعلى جبل فضاء لممارسة رياضة التّأمّل العقليّ : اجاب البطل عن سؤال أبي رغال ” ما الّذي لك في البحر ؟” بقوله شيء من الرّوعة