شرح نص أنشودة المطر ج1 -بدر شاكر السيّاب
1)التّمهيد:
الشّعر احتفال بالفنّ في النّغم والصّورة واحتفال بالحياة في التّغنّي بالمثل الإنسانيّة
ارتبط الشّعر لسحر عبارته بطقوس العبادة القديمة(عبادة للجمال فيه وتعلّق بالوجود السّامي)
ينشئ الشّعر عالما متخيّلا فيه تحرّر للشّاعر الفنّان وفيه تحرّر للإنسان(تجديد فنيّ شعريّ/طرافة المضامين):يتحوّل الشّعر بذلك إلى نشيد يطلب الحياة في رموز لها كالمطر؟
*فما دلالة النّشيد في القصيدة الحرّة للسيّاب؟وما هي الخصائص الإيقاعيّة المميّزة لها؟وأيّ أثر لها على بناء مفاصل القصيدة؟ثمّ كيف تجتمع في مضامين الشّعر الملتزم عند السيّاب الوطنيّة والإنسانيّة والذّاتيّة؟
2)الموضوع:يؤسّس السيّاب قصيدة الشّعر الحرّ على تجديد فنيّ لبنية القصيدة العربيّة مسّ النّغم والصّورة وعلى التزام معنويّ يفتح معاناة الذّات على أزمة الوطن ومأساة الإنسان.
3)المقاطع:
المعيار:ثنائيّة السّكون والحركة تقيم القصيدة مشهد ولادة يتدرّج من الهدوء إلى الاضطراب:
أ)المشهد السّاكن:في الإعداد للبعث:من السّطر الأوّل إلى السّطر22″مطر مطر مطر…”
ب)المشهد المتحرّك:الأوجه المتعدّدة للبعث:بقيّة القصيدة
4)الشّرح التّفصيليّ:
1)تحليل المقطع الأوّل:في الإعداد للبعث:
1-العنوان:تركيب جزئيّ بالإضافة جمع بين معجمين:
*معجم الغناء فالأنشودة غناء جماعيّ رسميّ اصله دينيّ:طقوس شعائريّة
*ومعجم الماء:فالمطر دورة تخصب وتنمي فتبعث الرّبيع
-إضافة الغناء إلى الماء مجاز لغويّ يستحضر:أرض الجدب يُستسقى لها المطر حتّى يتحوّل شتاؤها ربيعا/وسماء الإخصاب ترسل إيثها لقاحا يحبّل الأرض فيملأنّها حياة/وإنسان الحراثة ينتظر المطر ليلقّح بفعله./وإلاه العطاء يرسل الحياة فيحرّك اللّقاح ولادة.
- يصبح الاستسقاء مشهد جماع لفحولة أسطوريّة مخصبة ويستحيل المطر إلاها باعثا للحياة.المطر في هذه الصّورة وجه من عشتار الأسطورة تُرفع إليها الأناشيد ابتهالا.
è1للقصيدة الحرّة عنوان يمثّل مركز الإشعاع الدّلاليّ فيها فعنه تتوسّع دوائر المعنى بها.
2-في تفصيل المقطع:المشهد السّاكن إعداد للبعث يتمّ عبر جملة من المراحل المتسلسلة:
**الاستسقاء:من السّطر الأوّل إلى السّطر السّادس:الابتهال للجمال
**المخاض:من السّطر السّابع إلى السّطر العاشر:الاستجابة السّاحرة
**نشوة البعث:من السّطر الحادي عشر إلى السّطر الثّالث عشر:مشروع الولادة
**انبعاث الحياة:من السّطر الرّابع عشر إلى السّطر الثّامن عشر:سريان الماء في الكون.
**الشّكر للإلاه:أسطر اللاّزمة:نشيد الحمد للمطر
- يتحوّل المقطع في بنية القصيدة إلى موكب صلاة للمطر يستند في تشكيله إلى مراجع أسطوريّة دينيّة متعدّدة.
3-مرحلة الاستسقاء:الابتهال للجمال:
-الإيقاع في استهلال القصيدة قائم على تفعيلة مستفعلن وقد تكرّرت06 مرّات:الخروج في بناء البيت الشّعريّ من نظام المصراعين إلى نظام السّطر.
- هذا الخروج تجاوز فنيّ يفتح الشّعر العربيّ على مجالات جديدة تثري مضامينه وتخرجه من ضيق البيت والاكتفاء بالأغراض المعهودة.
-حافظ السيّاب على التّفعيلة لكنّه غيّر نظام تواترها فمن أربع تفعيلات في الصّدر يكتفي بنصف تفعيلة في السّطر الواحد:مطر=مُسْتَفْ.
- تصرّف السيّاب في الإيقاع ليتمّ له تنويع النّغم الشّعريّ داخل القصيدة وإثرائه.
-اختيار تفعيلة الرّجز”مستفعلن”ركوب لبحر ميّت عند الشّعراء القدامى:يتولّى الشّاعر إحياء ميّت من أوزان الشّعر وتوظيفه في تجديده الفنيّ.
- شمل البعث في شعر السيّاب أسس الكتابة الشّعريّة بالعودة إلى الأوزان الخليليّة المهملة وتوفير النّغم الطّروب منها
-الرّجز بحر من بحور الشّعر وظّفه المغنّون في كتابة الأراجيز وإلقائها.
- يتكامل هذا الاختيار الفنيّ مع الأنشودة لتكون أرجوزة للمطر في نصّها الشّعريّ
-ينشأ عن هذا الإيقاع توزيع جديد للقافية إذ تصرّف فيها بالتّنويع والتّوزيع:
*تنويعها بين خارجيّة موحّدة ترد بعد كمّ من الأسطر كلازمة ابتهاليّة”مطر.مطر.مطر”وبين داخليّة متنوّعة الأصوات بين مقطع وآخر.
*توزيعها قدّ وفق أنغام متناسقة إذ تولّد الأنغام الدّاخليّة من الأسطر القافية الخارجيّة للمقطع.
- التّوزيع النّغميّ إثراء موسيقيّ يجعل الأنشودة قابلة للتّلحين لتتحوّل إلى اغنية فرد ينشد مطر ذاته بداية.
-التّوزيع النّغميّ يحاكي نهر الحياة يسري فتندفع الحركة وتتولّد الحياة ويكون البعث خلقا جديدا.
2èفي التّوزيع الموسيقيّ إعداد فنيّ للبعث يحتفل بالحياة من خلال نغم الشّعر.
-سكّن الشّاعر مجرى القوافي:قطع النّغم الخاتم للسّطر يحدث رجع الصّدى لتتجاوب الطّبيعة مع صوت الشّاعر ويحاكي الشّاعر في ذلك إيقاع المطر.
- الإيقاع في القصيدة قائم على المحاكاة والمطر داخلها توقيع فنيّ مثير يحوّل القصيدة الجامدة إلى أنشودة حيّة حركيّة.
-توزّع الزّمان في الاستهلال بين زمن أسطوريّ مطلق يستلهم روح أسطورة الخلق البابليّة”عشتار”وزمان موضوعي يخصّ لحظات دقيقة من النّهار.
*الزّمن الأسطوريّ المستلهم:زمن جامع بين سكون الحمل ومخاض الولادة يخرج فيه الفعل إلى حيّز لازمنيّ ما دام الفاعل إلاها ويتحرّر من كلّ قيد ليكون الإنسان الفاعل حرّا في الحركة والفعل الخلاّق.
4èالتّأكيد على تحرّر الإنسان وخلقه للحياة ولادة ذهنيّة تقيم الإنسان مركز الكون وسرّ الحياة فيه.
*الزّمن الموضوعيّ المؤطّر:يستهلّ “عند السّحر”ذاك الزّمن الفاصل بين ظلمة السّكون وأنوار الفعل والحركة أو بين النّوم واليقظة فبين حالتي المادّة من جمود إلى سيلان:فترة فاصلة واصلة تجعل الحياة بعثا ذاتيّا يُدفع بإرادة إنسانيّة خلاّقة.
- يتكامل في إرادة الحياة بعدان،بعد وطنيّ تجسّده صورة نخيل العراق وبعد إنسانيّ تلامسه أنوار القمر وفي امتزاج الخضرة بالصّفرة دلالة على تكامل الحياة والأمل فالأنشودة تجسيد لمنشود الإنسان.
-ركّب الشّاعر الصّورة من عناصر جمال جامعة:الألوان”خضرة يلفّها السّواد وتتخلّلها الصّفرة والبياض”والأنوار”أنوار منعكسة من القمر والنّهر ومنبعثة من النّجوم”وباجتماع العنصرين يدلّل الجمال على تفاؤل واستبشار بحياة جديدة تغذّيها مياه النّهر ويربّيها الشّجر فتشعّ منها السّماء:الأرض مصدر الخلق
- أُقيمت عناصر الخلق والتّكوين في الصّورة على رمز أسطوريّ بابليّ في عشتار آلهة الخصب وإغريقيّ في فينيس آلهة الجمال لتتكامل الحياة مع الجمال تكاملا يجعل البعث بعثا للحياة الجميلة.
-كثافة الأفعال المضارعة تجسيد للحركة في الحياة:فهذه الحركة هي الاستمرار”ينأى”وهي الاحتفال”ترقص”وهي السّحر والجمال”تبسمان”وهي نبض النّجوم المحقّق لتكامل النّور والماء وترابط الأرض والسّماء”تنبض”
- وحدة الكون حول سرّ الحياة،الحركة إيذان بقرب الولادة واعتماد مبدأ التّجدّد والعطاء ليتمّ البعث كما جسّدته الأساطير البابليّة القديمة:بعث دماء تمّوز أزهارا في فصل الرّبيع.
- استوحى الشّاعر مبدأً من الفيزياء الحديثة في تأكيده على مركزيّة الحركة في الكون واستمراريتها وجسّد ذلك في ثوب أسطوريّ قديم لبناء صورة إنسان متحرّر بذاته منه تنطلق مشاريع التّحرّر من الاستعمار:في تحرّر الإنسان تحرير للأوطان.
4-مرحلة المخاض:الاستجابة السّاحرة:
-تركيب الصّورة عبر المقطع قد جسّد حالة المخاض.
*عناصر الصّورة:
-عنصر طبيعيّ مركزيّ(الضّباب،البحر،الشّتاء،الخريف)
-عنصر تلوين طبيعيّ:ظلال المساء،الظّلام،الضّياء
-عنصر ذهنيّ:الموت والميلاد.
-عنصر وجدانيّ:الأسى،الدّفء،الارتعاش
أقام الشّاعر عناصر الصّورة على استدرار الحركة”تغرقان،سرّح،حركتا الولادة والتّنوير”
-أقام العلاقات بين العناصر داخل الصّورة على التّشبيه فنقل حالة غفوة العين كرمز للحياة تتجسّد في ثلاثة أبعاد:بعد ذاتيّ(معاناة الشّاعر وحنينه)وبعد وطنيّ(أمل العراق وأمنه)وبعد إنسانيّ(في أحلام التّحرّر وسبيل الثّورة)
- انفتح الرّمز الأسطوريّ من خلال شحن الصّورة الشّعريّة على قضايا الإنسان المعاصر في التّوق إلى الحريّة ومقاومة الاستعمار.
5-نشوة البعث:مشروع الولادة:
-قدّمت مرحلة الولادة من داخل فبدت أحوالا وجدانيّة منسوبة إلى الطّفل المولود:استلهام الشّاعر لمرجع أسطوريّ ثان:قصّة ميلاد المسيح
-أدّى المخاض إلى زوال صورة الأمّ وبناء صورة الطّفل
-استحضر الشّاعر في ذلك حالة استبشار بالمولود لها ملامح طقوسيّة نقلت ملامح وجدان الطّفل بأحوال وأفعال”شفيف،نشوة،”والاستفاقة إشراقة نور فجر البداية
-أحوال الرّعشة والنّشوة الوحشيّة دالّة على استقبال طبيعيّ للحياة:بدائيّة الكيان الإنسانيّ من بدايته.
-بعث الحياة المنشودة بعث معنويّ يجمع السّموّ والإشراقة في السّماء والقمر(خوف الطّفل من القمر مفارقة أراد بها السيّاب التّأكيد على معنى الصّراع كمفهوم دافع للحركة مولّد للحياة منها):الصّورة الطّفوليّة للإنسان تبديه شاعرا.
- تمثّل السيّاب الإنسان طفلا شاعرا تربطه بوجوده علاقات انشداد قويّة:حلم أن تستمرّ الحياة رحلة طلب فولادة الإنسان مشروع كيان لم يتحقّق بعد لذلك يكون شعره رسما لأحلامه.
- بين الرّغبة والرّهبة تستمرّ حياة الإنسان فوجوده الحقيقيّ مؤسّس على الصّراع.ليكون الكيان الإنسانيّ كيانا تراجيديّا متمزّقا بين حلم المستقبل وواقع الحاضر.
- انبعاث الحياة:سريان الماء في الكون:
-ركّب المشهد الشّعريّ بطريقة تنازليّة:عنصر علويّ سماويّ”أقواس السّحاب” يربطه خيط المطر بعنصر أرضيّ”عرائش الكروم”:نسيج فنيّ يجمع بين توقيع الأعلى ورقص الأسفل وغناء الأطفال ليبدو المشهد صورة احتفاليّة بالتّوالد،بالحياة والبعث وبالحركة وبداية الفعل
2èالانتقال في نغميّة القصيدة من الإيقاع السّاكن(الابتهال) إلى الإيقاع الصّاخب(النّشيد والهطول)ملمح توظيف فنيّ واكب في تنظيم الإيقاع تطوّر مفاصل القصيدة تطورا يحاكي مراحل الحياة:من الحمل إلى المخاض فالولادة.
تتمّ الحياة بذلك وفق دورة منظّمة:
*اللّقاح:الإنسان حلم(مشروع كيان)
*المخاض:ثقل التّحوّل من السّكون إلى الحركة
*الولادة:مرحلة فجر التّجربة وسبيلها الصّراع والفعل الخلاّق
- التّمثّل الذّهنيّ لمراحل الحياة قد اثّر على بناء القصيدة فجعل مفاصلها الدّاخليّة محاكية لها.
- ارتباط الإنسان بالمكان ،موطنا ووطنا قد جسّد علاقة مثلى بالحياة تقام على تدرّج ينفي عبثيّة الوجود.
7-شكر الإلاه:نشيد الحمد للمطر:
-تجسّد هذه اللاّزمة ما ذكره في الوحدة السّابقة من ذوبان أقواس السّحاب في المطر وشربها للغيوم.
-أقواس السّحاب قد امتصّت الغيوم:علاقة تأثّر الأعلى بالأسفل والسّماويّ بالأرضيّ ممّا يدفع على العطاء فينثر السّحاب دموعه مطرا:يستلهم الشّاعر صورة عشتار الأسطوريّة تبكي حبيبها المغتال تمّوز فتخصب الأرض بدمعها
-جسّد الشّاعر حركة المزيج من تراب الغيوم وماء السّحاب في صورة بداية القطر”وقطرة فقطرة تذوب في المطر”:تجسيد إيقاعيّ يحاكي المطر.
- يؤثّر المشهد الموصوف على الإيقاع الدّاخليّ للقصيدة في كثافة مظاهر المحاكاة الصّوتيّة.
- أصبحت الحياة في المشهد خلقا بشريّا من”طين لازب” تتكفّل به الطّبيعة الأمّ فالبعث ولادة طبيعيّة لمشروع إنسان.
-يرتبط إيقاع السّطر15 بإيقاع اللاّزمة”وقطرة فقطرة تذوب في المطر…مطر مطر مطر…”:انتقال إيقاعيّ من النّقر إلى الدّمدمة يظهر تحقّق الولادة فعلا والنّجاح في تحويل جنين الحياة طفولة بشريّة.
- التّنوّع الإيقاعيّ الدّاخليّ سبيل للرّبط بين الوحدات المعنويّة المثرية للقصيدة إذ يتطوّر وفق تطوّرها.
- تشكيل جنين الحياة من الأرض قد تمّ وإن صعد عنها إلى السّماء فسيعود إليها في صورة الماء.ليخلق الإنسان ذاته(سفر التّكوين البشريّ).
-ترديد اللاّزمة ضرب من الشّكر الخاتم للمقطع وفيه يخلّد الإنسان ذاته ما دامت المطر من مكتسبات فعله الخلاّق.
- صار الإنسان بعد خلق ذاته إلاها فإرادته تحرّك الكون وتتحكّم في سرّ الحياة وبذلك يستمرّ المقطع الثّاني وجوها من النّشيد الممجّد لملحمة الإنسان.
فما هي الأبعاد الرّمزيّة للمطر؟وما الّذي يعينه نشيدها؟وأيّ مكانة لذات الشّاعر في ذلك؟
2)تحليل المقطع الثّاني:الأوجه المتعدّدة للبعث:س22-س51
-يمكن أن نقسّم هذا المقطع إلى وحدات داخليّة وفق معيار تحقيق اللاّزمة لضروب من الدّلالات المتنوّعة لنكتشف 07 وحدات دلاليّة:
أ)الدّلالة الذّاتيّة:من السّطر22 إلى قوله”يأفل القمر”
ب)دلالة وطنيّة:من قوله”أتعلمين” إلى قوله”منشدين”
ج)دلالة اجتماعيّة:من قوله”وفي العراق جوع” إلى قوله”حولها بشر”
د)تمازج الذّاتيّ بالوطنيّ:من قوله”وكم ذرفنا”إلى قوله”ليس فيه جوع”
ه)استشراف المستقبل:من قوله”في كلّ قطرة” إلى قوله”سيعشب العراق بالمطر”
و)النّفس القطريّ للقصيدة:من قول”أصيح بالخليج” إلى قوله”يرنّ في الخليج
ز)البعد الإنسانيّ للثّورة:بقيّة القصيدة.
- يكتسب المطر دلالات رمزيّة ثريّة وذاك وجه من وجوه الإخصاب يكثر الولادة في البعث والخلق.
أ)الدّلالة الذّاتيّة:الأمّ الفقيدة
-هي دلالة مرتبطة بحضور الأمّ فموت عشتار الفنيّ في المقطع السّابق قد أنجب طفلا.وذكّر هذا الموت وهذا الميلاد الشّاعر بموت أمّه لولادته فبنى على ذلك الانتقال من الاحتفال بالحياة إلى مأتم الممات في دلالات المطر.
-يسجّل الشّاعر استفاقة وجدانه مع المشهد المطريّ كأمل منشود لكنّه يقرن هذه الاستفاقة بالبكاء فينفجر الألم الذّاتي لماض مفقود
- لم تمنع الأبعاد الكونيّة والوطنيّة ذات الشّاعر من البروز كمركز دلاليّ يستقطب مضامين القصيدة.
-استحضار صورة القمر وبيان حالة الخوف منه استعادة لجزء من ذكريات الذّات في الرّيف العراقيّ لكنّ الشّاعر يوظّف ذلك للانتقال من سحر البداية إلى مساء النّهاية فيختزل الامتداد الزمنيّ في دفقة مشاعريّة متنامية.
2èتدفّق المشاعر يوجّه النّغم وينظّم الإيقاع في النّصّ الشّعريّ الحرّ.
- تصرّف الشّاعر في المشهد المطريّ فأنشأ عالم المطر مستلهما ما ارتبط بالمطر من معتقدات قديمة ومنفتحا على تحوّل دلالات المطر إلى الإيمان بفعل الإنسان الخلاّق.
-تمّ التّصرّف في الصّورة الطّبيعيّة بتحويل الماء دمعا وتحويل حركة الانهمار حركة سحّ ليتحوّل النّغم الدّاخليّ للمشهد من الخفّة إلى الشّدّة في قوله:
تثاءب المساء والسّماء ما تزال
تسحّ ما تسحّ من دموعها الثّقال
-ينشأ عن هذا التّحويل الفنيّ تحوّل في الدّلالة إذ يوحي المشهد بأحوال اليتيم وينفتح عليها الخطاب في يسر التّداعي.وبذلك انقلبت وسائل الحياة المستقبليّة عوامل حياة ماضية.
- في استحضار صورة الأمّ وطفلها اليتيم انفتاح على أسطورة خلق الإنسان يتيما واعتبار الأرض أمّا له:انفتاح على تصوّر مادّيّ يربط الإنسان بالمكان.
-تغيب صورة الأمّ فتنشأ معاناة ذاتيّة ضروريّة في النّسيج الفكريّ للقصيدة حتّى تدفع على حركة البحث وبذلك تستمرّ رحلة الطّلب)ثمّ حين لجّ في السّؤال):أوجد الشّاعر علاقة ذهنيّة مثلى بين مأساة الذّات ومأساة الإنسان في الوجود عندما جعل كلّ إنسان طفلا حالما يبث عن امّ حقيقيّة فجسّد قيه روحا شعريّة.
- اختفاء الأمّ مجسّد لاختفاء الحقيقة وقد طمرها المجتمع في رتابة عاداته وتقاليده ففصل بين الإنسان واصله بدفنها.
4èعودة الأمّ بروز للحقيقة وإشراق لشمسها وبذلك تدبّ الحياة في النّور والدّفء والماء لتكون الأمّ اخصب رمز إلى الولادة المتجدّدة في طفلها الحالم.
-جمع الأمّ إلى التّراب تأصّل في الأمّ الأرض وإكساب لها لأبعاد وطنيّة وكونيّة متناسلة عنها.
ارتباط الوليد بأمّه استلهام فنيّ لصورة الولادة الإعجازيّة في مريم الأمّ والمسيح الوليد والرّمز الأسطوريّ يرفع الذّات نبيّ الثّورة والتّحرّر.
-إحضار صورة الصيّاد إصرار على المواجهة وتحمّل لعناء الصّراع استبشارا بولادة النّور في المطر أمّا حزنه فوعي بعمق الألم في الواقع.
ساعدت الرّموز الأسطوريّة على إخراج القصيدة عند السيّاب من ضيق عالم الذّات في نزعتها الرّومنسيّة إلى سعة انشغالها بآلام الإنسان.
الصيّاد نبيّ ثورة واللّعنة تبشير بها أمّا غناؤه فعزف على أوتار الأمل:ينشد الشّاعر في صورة الصيّاد ثورة كونيّة يجسّدها المطر
- دعوة السيّاب إلى الثّورة ذات نزوع أمميّ تأثّر بالفكر الاشتراكيّ ما بعد الحرب الكونيّة الثّانية في القرن العشرين.
ب)الدّلالة الوطنيّة:الوطن الحبيبة
-العلاقة الوجدانيّة بين الشّاعر والعراق الوطن قد جمعت مشاعر الحزن والمحبّة.
في الزن وعي بالمعاناة وفي المحبّة سعي إلى رفع أوجه المعاناة:الذّاتيّة في الضّياع،والوطنيّة في الدّم يراق وكونيّة في الجوع وحضاريّة في الغربة.
- جسّد السيّاب بتجميع هموم الإنسان صورة المعاناة الوطنيّة يفجّرها”تمّوز جيكور”وتنقلها”عينا فوكاي”ممّا جعل الوطن حبيبة سبيّة يسعى الشّاعر المحبّ إلى خلاصها
-تحويل الوطن إلى حبيبة استعادة لصورة الأمّ الماضية في ثوب المستقبل الحلم:اقترن الحبّ بولادة للحركة سرعان ما انتقلت نورا في(المقلة) وباجتماع الماء والنّور تتولّد طاقة دافعة على الفعل فيلمع البرق
– أقيمت الصّورة على توالد فنيّ طريف أخرج النّور من الحركة كرمز إلى توالد الأمل عن الألم وإلى توالد معنى البعث من لعنة العبث فكأنّما يساعد الموت على الميلاد وينشئ الدّمار عمارا.
-الاستفهام الإنكاريّ في مخاطبة الوطن الحبيبة جزء من السّؤال الذّهنيّ:السّؤال حركة بحث وطلب:سيلان ماء الفكرة استشرافا ينفتح منه النّهر على البحر ويتّسع البحر إلى الخليج.
1èيتحوّل الإطار المائيّ من إطار يحتوي الذّكريات الذّاتية إلى مجال للفعل والحركة فييسّر الانتقال عن الماضي الذّاتيّ إلى المستقبل الإنسانيّ مرورا بالحاضر الاجتماعيّ.
-شبّه الشّاعر المطر بالدّم المراق فأنشأ تمثّلا ذهنيّا لصورة المطر رمز الثّورة نجسّده في الرّسم التّالي:
دم يراق:تضحية/الإلاه المعبود
كنز ماديّ يخزن:طاقات الوطن السّحريّة معرفة تنشر في الوعي الثّوريّ
-يستعير الشّاعر أسطورة تمّوزيّة ومعتقدات شعبيّة في بناء صورة شعريّة مشرقة تؤمن بمستقبل التّحرّر للعراق.
-ينوّع الشّاعر مصادر الأسطورة ويعود إلى النّصّ القرآنيّ في قصّة ثمود:
العناصر الأسطوريّة | الارتباط بالواقع |
ثمود قوم شداد ــــــــــــ قد غمروا الأرض ـــــــــ نشروا بين النّاس الطّغيان ـــــــ ناقة صالح ــــــــــــ عقاب اللّه لهم(الإبادة)ــــــــ | الرّأسماليون:يركبون الآلة الحربيّة الرّأسماليون يستغلّون كلّ أصقاع الأرض. الاستبداد والقهر سلوك الآلة العسكريّة الرّأسماليّة الاعتماد على الأرض مقابل الاعتماد على المصانع عقاب الثّورة:تطويع وتركيع |
-يذهب السيّاب في توظيف العناصر الأسطوريّة إلى إعادة بناء القصّة المستلهمة وتشكيل مفاصل قصيدته وفقها.
-تتجسّد كنوز العراق في الرّعود والبروق ويتحوّل الإيمان بالثّورة إلى إيمان بالشّعب”حتّى إذا ما فضّ ختمها الرّجال”:الفعل الثّوريّ عند الشّاعر مطر الوعي الإنسانيّ
4èللمطر دلالة وطنيّة مرتبطة بالثّورة والتّحرّر.
يتمّ الفعل الثّوريّ بالكلمة”منشدين:مطر مطر”:ترديدي للاّزمة وتجديد لصوت الأنشودة يقيمان الإيقاع على التّكرار والتّرادف.
-من خصائص الإيقاع عند السيّاب قيامه على التّرديد والتّرادف.
ج)الدّلالة الاجتماعيّة:عراق الجوع:
-وزّع الشّاعر الصّورة بين حالين:الموجود والمنشود:
-مهّد لهذه الصّورة بما في العراق من كنوز مختزنة:الرّعود /البروق /الرّياح
دمدمة /وميض /عصف وعزف
شدّة وبركان/فتيل المعرفة/نشيد الثّورة
- تراتب ثلاثيّ يقيم الثّورة مولودا وطنيّا منتظرا يبشّر بالخلاص من قتامة الموجود.
-الموجود:”وفي العراق جوع””وألف أفعى تشرب الرّحيق””رحى تدور في الحقول حولها بشر”:صور من البؤس الاجتماعيّ متولّدة عن الجشع الرّأسماليّ والهيمنة الاستعماريّة
- تصبح أنشودة المطر انتظارا لسبيل التّحرّر من وضع البؤس الاجتماعيّ في المجتمع العراقيّ.
-وظّف الشّاعر رموزا حيوانيّة للتّعبير عن موقفه من النّظام الاقتصاديّ الرّأسماليّ ومن سياساته الاجتماعيّة:صورتا”الجراد والأفعى”:اعتماد الحيوان محاكاة لأسلوب كتاب كليلة ودمنة في صناعة الرّمز.
- الشّعر الحرّ عند السيّاب قائم على لغة رمزيّة دقيقة للمطر فيها أكثر من بعد أو دلالة.
-تجمع الرّموز الحيوانيّة معاني الدّمار(جراد)والتّشاؤم(الغربان)والدّسّ والكيد(الأفعى):انكشاف طبيعة النّظام الرأسمالي من التّرميز الحيوانيّ:اقتصاد النّهب(الجراد)واجتماع التفرّد(الغراب)وسياسة الخبث والدّهاء(الأفعى).
- يحمل مثل هذا الموقف دعاية اشتراكيّة تبشّر في رموز المطر بمجتمع العدالة الاجتماعيّة واقتسام الثّروة وإزالة الفوارق الطّبقيّة واعتماد السّلوك السّياسيّ الدّيمقراطيّ.
د)تمازج الذّاتيّ بالوطنيّ:
-تنفتح ذاكرة الشّاعر بأداة التّكثيف”كم”على ماض قريب(ليلة الرّحيل)ويتّسع مجالها ليستحضر الماضي البعيد بأداة الظّرف الزّماني(منذ أن كنّا صغارا):تجتمع للذّات صورتان:صورة الطّفل الجائع وصورة الرّجل الغريب/تشدّ الصّورتين مشاعر الحنين إلى الوطن:الحرمان من الوطن داخله بالتّجويع وخارجه بالتّهجير
èحوّل الشّاعر الجوع قضيّة وطنيّة مرتبطة بانعدام العدالة الاجتماعيّة في توزيع الثّروة داخل العراق.
-استحضار المرأة المخاطبة”أتعلمين”:توجيه نداء إلى الخليلة:سنّة شعريّة طوّرها السيّاب بتحويل المساءلة عن الوجدان إلى الذّهن:من الحنين إلى الخليلة إلى الحنين إلى الوطن.
- شمل التّجديد في شعر السيّاب مضامين الشّعر وإن تأسّس ذلك على صيغ تعبير قديمة أعاد شبكها في تحديثه الشّعريّ.
ه)استشراف المستقبل:
-يشتغل الشّاعر في هذا المقطع على ثنيّة الرّويّ”الرّاء والدّال”وينسّق بينهما النّغم بالتّاء السّاكنة:تنغيم مساعد على توليد دلالة:ردّ الاعتبار للإنسان المستعبد في المنظومة الاستعماريّة الرّأسماليّة
- التّحوّل من درّ إلى ردّ تحوّل من امتصاص جهد الإنسان واستثماره عند الرّأسماليين إلى إعادة القيمة له واعتباره عند الاشتراكيين.
-يذهب الشّاعر إلى بناء مشهد وصفيّ مركّب عبر 11 سطرا باعتبار اللاّزمة:
*عناصر المشهد:السّوائل المتحوّلة:مطرèدمعèدم
الألوان المتناسقة:بيضاءèحمراءèصفراء
الأعضاء الجسديّة:مبسمèحلمةèربيع العشب في العراق
*تركيب المشهد:يحكمه مبدأ التّوالد فالسّوائل متحوّلة والألوان متنامية و الأعضاء مخصبة:تجسيد فنيّ للخصب والولادة.
èيهتمّ الشّاعر بالبعث والميلاد فيجسّده في صور فنيّة مثيرة يستبشر من خلالها بالمستقبل.
-الإصرار على صورة العبيد يعاضدها الانشغال بصورة الوليد:ربط مشغلين ببعضهما:المشغل الإنسانيّ في الطّفل والمشغل الاجتماعيّ في العمّال العبيد للرّأسماليين
- المستقبل المأمول مستقبل الأمميّة الاشتراكيّة يخلّص الإنسان من الاستغلال الرّأسماليّ ويخلّص العراق من الهيمنة الاستعماريّة.
و)النّفس القطريّ للقصيدة:
-يوظّف الشّاعر تقنية صوتيّة في بناء المشهد:الصّدى فيحقّق ارتفاع النّبر
-يجعل الخليج طرفا في المحاورة الخياليّة يتقبّل الرّسالة فيردّها مبتورة
-مضمون الرّسالة الشّعريّة:تعديد هبات الخليج”يا واهب اللّؤلؤ والمحار والرّدى”:واهب الحياة والموت:صورة أخرى من المطر تحوّل من قطر إلى بحر إلى خليج
èتكبر صورة المطر وتتضخّم فتزداد الحركيّة وتنبعث أسباب الحياة في الماء لا يتوقّف عن الفعل والحركة.
-يشبّه الشّاعر رجع الصّدى بالنّشيج:تشبيه موح بإنهاك الخليج ووحشة حاله:يعكس الشّاعر بذلك غربته على صفحة ماء الخليج(سيكتب في نفس فترة المنفى بالكويت قصيدة ثانية بهذا العنوان:غريب على الخليج”)
-رجع الصّدى قد انتفت منه البداية الصّوتيّة المرسلة إليه ولم يبق غير”يا واهب المحار والرّدى”:نقل مشهد الصّدى كما هو لا يخلو من إشارة إلى استنزاف اللّؤلؤ من قبل المستثمرين الغرباء.
- الخليج أفق أرحب للمعانة يجمع الشّرق العربيّ تحت نفس المظلّة،مظلّة الاستعمار وما خلّفته من استنزاف للثّروات وانتهاك للحرّيات
-تتجسّد المعانة في صورة الفرد الخليجيّ:بحّار يبتلعه الخليج فيبتلع حلمه ضحيّة أخرى من ضحايا القهر والاضطهاد والفقر والتّجويع.
-يعلّل الشّاعر هذه المعاناة بتصوير المستفيدين منها:ألف أفعى تشرب الرّحيق:صورة الأفعى صورة أسطوريّة ترمز إلى الغدر والخيانة والتّسميم في العلاقات
èالرّموز الثّقافيّة موظّفة بإحكام في الإحالة على الواقع السّياسيّ للخليج خلال منتصف القرن العشرين.
ز)البعد الإنسانيّ للثّورة:
-يتحوّل الصّدى في المشهد السّابق إلى رنين:دمدمة هي النّشيد في القصيدة/يعاضدها ما في صورة المطر النّازل من توقيع
-مصدرا التّوقيع:رنين الخليج وتوقيع المطر:تلحين الأنشودة في الإعداد لإلقائها
-يتمّ الإعلان عن الأنشودة بترديد لازمتها أوّلا”مطر..مطر..مطر”
èيبني الشّاعر من تناسق الأصوات مشهد نشيد خاتم يستبشر بالثّورة فيغنّي لها
-يستعيد الشّاعر مشهد الألوان والسّوائل المتحرّكة كقطع كامل يلتزم به ويختم من خلاله القصيدة:توقيع المشهد يبني المشاهد الإيقاعية ويحيل على إدراك الفعل الثّوري قمّته:الولادة قد تمّت والبعث قد أثمر حياة حيّة.
- المشهد الخاتم إحياء بالظّفر وإعلان عن بداية حياة متولّدة عن رغبة الإنسان في التّحرّر وانتهاء أخرى قائمة على الظّلم والاضطهاد.
التقببم:
هل كان التّعلّق بالحرّية تعلّقا فرديّا أم تعبيرا عن نزعة كونيّة صاحبت فترة حركات التّحرّر الوطنيّة؟-مثّل السيّاب شاعرا رومانسيّا تحوّل إلى شاعر واقعيّ في منتصف القرن العشرين والحريّة مبدأ أساسيّ من مبادئ المدرسة الرّومانسيّة كما بقيت آثار مبادئ الحبّ والوطن والفعل الإنسانيّ الفرديّ حدّ الغربة عن النّاس أو بينهم.وهذه المضامين المترسّبة عن مرحلته الرّومانسيّة تجعل واقعيته واقعيّة نسبيّة مبعثها الشّعور الذّاتي بالمأساة أكثر من معاينة الواقع ونقده.
5)المرحلة التّأليفيّة:
1-بنية القصيدة الحديثة:المفاصل ووسائل الرّبط بينها:
*المفاصل:
-القصيدة الحديثة قصيدة متجاوزة للبناء الثّلاثيّ العموديّ من خلال كثافة المشاهد داخلها
-تتدرّج مشاهدها من السّكون إلى الحركة أو من الإطار المكانيّ الضيّق إلى الإطار الشّاسع(العراق/الخليج/الكون)
-تتوسّع مشاهدها من مشاهد في الزّمن الحاضر إلى مشاهد من زمن ماض فمشاهد من زمن مستقبليّ
*وسائل الرّبط بينها:وسائل ذهنيّة وفنيّة
*الوسائل الذّهنيّ:أبرزها التّوالد المنطقيّ والتّداعي الحرّ ممّا يبدي بعض السّرد الاسترجاعيّ
*الوسائل الفنيّة قائمة على تنظيم الإيقاع وتنويعه أو المقابلة بين المشاهد.
2-خصائص الإيقاع ووظائفه في القصيدة:
*خصائص الإيقاع:
-اختار الشّاعر إيقاع بحر الرّجز البحر الميّت عند الشّعراء القدامى فبعثه وحقّق البعث من خلاله مضمونا شعريّا
-وزّع التّفعيلة على أسطر شعريّة تتفاوت بين نصف تفعيلة”مطر”وخمس تفعيلات(السّطر الأوّل)
-تخلّى بذلك عن بناء البيت الشّعريّ العموديّ عند الشّعراء القدامى
-اعتمد نظام اللاّزمة في الرّبط الإيقاعي بين المفاصل الدّاخليّة للقصيدة
*وظائف الإيقاع:
-وظيفة إطرابيّة في التّنويع وتوفير النّغم
-وظيفة نفسيّة في متابعة الدّفقة المشاعريّة لدى الشّاعر وعدم حصرها ببناء عروضيّ معيّن
-وظيفة جماليّة في محاكاة الأصوات(توقيع المطر وصدى الخليج)
-وظيفة رمزيّة في توفير خزّان رمزيّ من خلال اللّفظ الموقّع(المطر النّهر البحر النّشيج الخليج الأجاج…)
-وظيفة فنيّة بتحويل الإيقاع إلى وسيلة لربط مقاطع القصيدة ومفاصلها.
3-مضامين النّضال ضدّ الاستبداد:
*هي مضامين كونيّة:التبشير بثورة أمميّة خلفيتها الفكريّة الاشتراكيّة المقاومة للرّأسماليّة
*هي مضامين قطريّة:تسعى إلى تنبيه أهل الشّرق إلى ما يستنزفه المستعمر الغربيّ من ثروات موطنهم
*هي مضامين وطنيّة تقاوم الظّلم والاستبداد والتّهجير والتّجويع في وطن العراق
*هي مضامين ذاتيّة تستعرض معاناة طفل يتيم ونضال شاعر كهل آمن بالإنسان حرّا فاعلا ورأى الشّعب قديرا خالقا