تقديم شرح قصيدة طوق الياسمين:
كتبت قصيدة طوق الياسمين سنة 1950 في إطار رؤية جامعة للمرأة ترى فيها جسدا ورمزا لمستويات معقّدة من الوجود.
موضوع النصّ:
يرصد الشّاعر لمحة يوميّة من حياة المرأة متّخذا طوق الياسمين رمزا كاشفا لرغبتها في التّحرّر .
المقاطع:
يمكن تقطيع القصيدة حسب معيار التّحوّل في المكان:
من بداية القصيدة إلى السّطر 28: البيت: وعنوانه الوهم
بقيّة القصيدة: الحانة، عنواه الحقيقة
شرح قصيدة طوق الياسمين:
العنوان:
العنوان ميسم النصّ الحديث، في هذه القصيدة طوق الياسمين: ورد مركّبا بالإضافة فيه تعريف وتحديد وتخصيص.
طوق الياسمن وسوار الياسمين:
السّوار يتّخذ للزينة وهو رباط روحيّ بين الأحبّة أمّا الطّوق فهو القيد وهو الحدّ والمنع.
واقتران القيد بالياسمين يكشف موقف المرأة من كون هذا الضّرب من الارتباط هو قيد يأسر المرأة في ما هو حسّي لدلالة الياسمين على الذّبول وسرعة التّأثّر.
عماد القصيدة الحديثة الرّمز لكنّه رمز شفّاف يفضح أكثر من أن يستر ويخفي.
الإيقاع:
الإيقاع الخارجي:
غاب البحر الكامل بقوانينه التّقليديّة المعروفة في الشّعر العربيّ ( تماثل بين الصدر والعجز) وحضرت تفعيلته (متفاعلن) يوزّعها الشّاعر محكوما بدفق الانفعال وأهواء النّفس لا حسب مقتضيات العروض.
لذلك سقطت قداسة البيت فتداعي.
أمّا الرّويّ فمتنوّع غلب عليه رويّ النّون وما يوحي به من ألم تتجاوب أصداؤه ما بين النّفس والنصّ.
الإيقاع الدّاخلي:
يقصد به كلّ ضروب التّكرار والتماثل والاشتقاق بنوعيه: إذ يتكرّر مركّب الإضافة (طوق الياسمين، سوار الياسمين، مكتوم الأنين) والمركّب النّعتي ( لحنا فرنسيّ الرّنين) نسق نحويّ متكرّر يولّد إيقاعا واضحا وينطق عن الالتحام الموجود داخل النصّ.
كما تكثر الأفعال في صيغة المضارع مشكّلة بؤرة إيقاعيّة تتفجّر منها الأنغام فضلا عن إيقاع الصّورة
اللإيقاع البصريّ:
النّجوم الفاصلة راجعة إلى القراءة البصريّة وهي علامات نصّية دالّة يعتمدها الشّاعر لتكثيف المعنى.
نقاط الاسترسال الثّنائيّة: تكشف العلاقة الثنائيّة بين الشّاعر والحبيبة
الصورة الشّعريّة:
تتنوّع الصّور:
الصّورة 1:
لحنا كأيّامي حزين:
لحنا: معحم الغناء، كأيّامي: الزمن، حزين: وحدة لغويّة دالّة على الألم) : ائتلاف المعاجم تولّد من مرجعين: الموضوعي والذّاتي.
الجمع بين متباعدين: المسموع (اللّحن) والمجرّد ( الزّمن)
ألية تشكيل الصّورة: المشابهة:
قدماك في الخف المقصّف / جدولان من حنين.
يجمع هنا بين عناصر متباعدة في علاقات فريدة تذيب التّنافر وتخلق الوحدة.
القدم: جسد
الخفّ: الأشياء (رمز القيد)
الجدول: عنصر طبيعيّ انسيابيّ/ الحنين: عاطفة(رمز الانعتاق)
تقوم العلاقة بين الصّورتين على التّضاد.