شرح قصيدة المعراج علي محمود طه
الموضوع:
يبدي الشّاعر إصراره على الانقطاع عن عالم الأرض السّائد إلى عالم السّماء المنشود مبشّرا بحتميّة الخلاص
المقاطع:
شرح قصيدة المعراج علي محمود طه
العنوان مفردة مستمدّة من مرجعيّة دينيّة مفتوحة على التّخييل والإعجاز والغريب ( قصّة الإسراء والمعراج ).
يوهم الشّاعر منذ العنوان باقترابه من معجزات الأنبياء
المرجعيّة الدّينيّة مصدر ثقافي يفيد منه الرّومنطيقي في بناء قصيدته.
رحلة العروج:(1-8)
عوّل الشّاعر على التّقديم والتّأخير في بناء البيت الأوّل. مفعول يفيد انتهاء الغاية المكانيّة مُتقدّم للعناية والإبراز والإظهار
اتّصل بالزّمن مكوّنان : قمّة من دلالاتها العلوّ الرّفعة والغابر يدل البدايات
الغاية موصولة بالعلوّ من ناحية وبالارتداد إلى البدايات حنينا من ناحية أخرى، و الضّامن للوصول إلى هذا المُنتهى ربّة الشّعر.
حركة الرّبّة صاعدة متسامية تنشد زمن البدء : معاني الارتقاء و السموّ والارتفاع
تنفتح القصيدة على رحلة أسطوريّة ارتداديّة
ربّة الشّعر اصطفت الشّاعر دُون غيره لتعرج به.فالشّعر هُو الذّي يُكسِبُ الشّاعر مكانته وقيمته
توظيف الأسطورة الإغريقيّة: ربّة الشّعر الإغريقيّة مُلهمة الشّعراء عند الإغريق.
العروج، والاصطفاء، والشّعرتعاضدت التماهي بين الشّاعر و النبيّ
ينهل الشّاعرمن مُختلف الثقافات من أجل بناء النصّ.
عمد الشّاعر إلى إجراء بياني منجز بالتّشبيه البليغ (تشبيه بليغ: غياب الأداة + وجه الشّبه
المشبّه: الشّاعر والمشبّه به: الصّدى / الرّوح لينشئ صُورة مُحمّلة بمعاني الخفّة و السّرعة والانسياب.
فتتشكّل صُورة للشّاعر نورانيّة شفّافة.
التزم الشّاعر بعقد صلة شبه بينه وبين الصّدى والرّوح ( المشبّه ذات انسانيّة مدرَكة، والمشبّه به الصّدى والرّوح هماعنصران غير مدركين
ــــ عقد الشّاعر صلة شبه بين طرفين متباعدين ، يعكس الأدب الرّومنطيقيّ حضورا مكثّفا للخيال الشّعريّ.
وعاضد التّشبيه تقابل معجميّ بين مُعجم التحرّر و الانعتاق (حُرّة / أوفت / نَمت ) ومعجم الأسر والعبوديّة (وثاق / قبضة / الأسر) ليعبّر عن أنّ ارتقاء الشّاعر و سُموّه إلى قمّة الزّمن الغابر مشروط بمُمارسة فعل التحرّر: التحرّر من وطأة الزّمن + مِن أدران الجسد ( الغرائز )
فالجسد رمز الأفول والرّوح رمز الخلود =الشّاعر: الموت / الشّعر: الخلود
الرومنطيقيّة تحرّر من كُلّ الأشكال السلطويّة. هي فعل ثورة وبناء.
انفتاح النصّ على الفكر الصّوفي و على الفلسفة اليونانيّة
يبدو الشّاعر متضايقا من زمان الحاضر متعلّقا باستعادة الماضي.
يتّحد كلّ من الشاعر والرّبة في النفور النفور من الموجود والتّعلّق بالمنشود
نحا الشّاعر منحى الاحتفاء بالرّوح دون غيرها تعظيما وتمجيدا لها واحتقارا للجسد فالجسد بعد حيوانيّ أرضيّ مادّي والرّوح بعد إلهيّ مثاليّ.
فتتراءى الرّوح منسجمة مع عالم أسطوريّ
الرّومنطيقيّ ممزّق بين جسد يشدّه إلى الأرض وروح تسمو به إلى السّماء
تستعيد الرّوح صفاءها الأوّل من عالم الأسطورة الأبديّ.
الحنين إلى الأصول ( 9 ــــ 11)
يؤسّس الشّاعر زمانا ومكانا أسطوريّين ــــ الارتداد إلى زمن البدايات
اهتدى علي محمود طه بأسلوب السّرد لحكاية أفعال الرّوح وقد انبنى السّرد على ثنائيّة السّبب والنّتيجة
رصد السّرد تحوّل الرّوح من الشكّ والاضطراب في الزّمن الواقعي إلى اليقين والتّوازن في الزّمن الأسطوريّ.
توق الرّوح و حنينها إلى عالمها الأوّل، ذلك العالم الذّي كانت فيه مُتحرّرة مِن سُلطان الجسد: نقيّة طاهرة.
تنوّع المعاجم:معجم الخلق والتّعليم
مُعجم الخلق: نمت / السّديم / شبّت
أصالة الرّوح و طهارتها: قصّة خلق الكون و نشأته: مفهوم الوحدة الكليّة + زمن البدايات ( زمن الطّهر + النقاء)
مرجعيّة دينيّة ( قصّة الخلق )
مُعجم التّعليم:تُلقّنُ / تنطِقُ / ترسُمُ === ” و علّم آدم الأسماء كلّها “
” في البدء كانت الكلمة”
توظيف النصّ الدّينيّ من أجل تأسيس تصوّر جديد.
وظيفة الشّعر: التّوعية + مُحاولة إنقاذ الجماعة و انتشالها ممّا تردّت فيه.
الشّاعر الرومنطيقي صاحب رسالة
الرومنطيقيّة ليست انسحابا من الواقع، و لكنّها مُحاولة لبعثرة نظام الموجودات مِن أجل تأسيس عالم آخر يتحقّق فيه ذلك الانسجام الذّي كان زمن البدايات.
الكلمة حسب الرومنطيقي فعل خلق و تأسيس و بناء
رسالة الرّومنطيقيّ إلى قومه: ( بقيّة النصّ)
انبناء الرّسالة على الخبر للإقرار بتجلّي العالم المنشود، البعث
بالرّسالة يقيم الشّاعر صلة تخاطبيّة بينه وقومه.
يظهر الشّاعر الرّومنطيقيّ نبيّ صاحب رسالة