النزعة العقلية عند الجاحظ

يمكن تصنيف النزعة العقلية عند الجاحظ إلى ما يرتبط بطرائق عقليّة وأساليب لغويّة

** طرائق التّناول العقليّ:

+تتّصل بالمنهج والأسلوب الحجاجيّ والأسلوب التّعليميّ

– المنهج: متنوّع حسب طبيعة المشاغل// منهج متنوّع بتنوّع مصادر المعرفة.

⇐ يتنوّع المنهج بتنوّع طبيعة المبحث ليضفي بذلك من الدّقة وحسن المعالجة ما يميّز مباحثه بالصّرامة.

– الأسلوب الحجاجيّ: // في بنية النصّ // في مؤشّرات الحجاج ( الرّوابط المنطقيّة والمؤشّرات اللّغويّة) // في تنوّع الحجج

– الأسلوب التّعليميّ // في الصّيغ التّعليميّة ” اعلم،ينبغي،يجب…” //الأمر والنّهي.

**الأساليب اللّغويّة:

عرف أسلوب الجاحظ بايقاعاته وقصر عباراته واستطراداته مع جمعه بين الجدّ والهزل فكتاب الحيوان كثرت فيه الاستطرادات إذ لم يقتصر فيه على الموضوع الذي يدلّ عليه عنوان الكتاب بل تناول فيه معارف طبيعيّة وفلسفيّة وتطرّق إلى مواضيع من قبيل سياسة الأفراد والأمم والجغرافيا والطبّ وعادات الأعراب والمسائل العقديّة ذات الصّلة بعلم الكلام يقول في مقدّمة الكتاب ” متى خرج القارئ من آي القرآن  صار إلى الأثر ، ومتى خرج من أثر صار إلى خبر ، ثمّ يخرج من الخبر إلى الشّعر ، ومن الشّعر إلى النّوادر ، ومن النّوادر إلى حكم عقليّة ومقاييس شداد ، ثمّ لا يترك هذا الباب ولعلّه أن يكون أثقل والملل أسرع حتّى يفضي به إلى مزح وفكاهة …” ومن بين أساليبه في الكتابة نقف عند :

-الملاءمة بين اللّفظ والمعنى أو بين المقال والمقام يقول في الحيوان “لكلّ ضرب من الحديث ضرب من اللّفظ، ولكلّ نوع من المعاني نوع من الأسماء فالسّخيف للسّخيف ، والخفيف للخفيف،والجزل للجزل “

-الدقّة في الأسلوب ينتقي اللّفظ الدّال  على المعنى ، ويلتفت في أثناء الانتقاء إلى الجرس والإيقاع وقوّة الدّلالة وينتقي عادة الألفاظ بمعانيها الحقيقيّة دون أن يميل إلى المعاني المجازيّة رغبة في مخاطبة عقل القارئ  إضافة إلى دقّة الأداء اللّغوي ودقّة الأفكار والتّراكيب  والإطناب والاستطراد والقدرة على الإضحاك والإكثار من الاستشهاد بالقرآن والحديث والشّعر والأمثال والابتعاد عن التكلّt

-تداخل المعاجم (الفلسفة /المنطق /علم الكلام …)

-التّصنيف والتّبويب : أسلوب يعكس الحرص على التّدقيق والاستقصاء في تتبّع المفاهيم ، ونمذجة الموجودات ضمن أبواب وأصناف وأنواع وأجناس يقول في الحيوان “وأقول إنّ العالم بما فيه من الأجسام على ثلاث أنحاء متّفق ومختلف ومتضادّ  وكلّها في جملة القول جماد …والحيوان على أربعة أقسام : شيء يمشي وشيء يطير وشيء ينساح …”

-الأسلوب الرّياضي الاستدلالي المنطقي : يتمثّل في طريقة النّظر إلى الظّاهرة الواحدة وتحليلها تحليلا قائما على منطق رياضي  يتدرّج من العام إلى الخاص ، ومن الإجمال إلى التّفصيل وصولا إلى ضبط قانون نهائي للمتشعّب باعتماد آلية الاستدلال المنطقي من قبيل ” ووجدنا كون  العالم  فيه حكمة ووجدنا الحكمة على ضربين : شيء جعل حكمة وهو لا يعقل الحكمة ، ولا عاقبة الحكمة وشيء جعل حكمة وهو يعقل الحكمة وعاقبة الحكمة فاستوى بذلك العاقل وغير العاقل ….”

-اعتماد أساليب الدّحض وإسقاط حجج الخصم عنده : طرح مسألة أو رأي بهدف تخطئته وبيان تهافته ومواضع تضاربه مع العقل مع تقديم الحجج المُضادّة والأمثلة التي تنقضه ومن وسائله في ذلك الطّعن في  تسلسل القضايا وبيان اختلال التمشّي والتدرّج من قضيّة إلى أخرى وكشف التّناقض في حجج الخصم واستخدام الحجج المضادّة أو السّالبة

-الموضوعيّة :  في النّظر إلى الأشياء فلا يتجنّى على أحد  إلّا بما فيه أو على ماقاله ويعرض إلى كلّ الأراء قبل أن يدلي برأيه “قالوا …. وقد قال ناس …فقلنا”

النزعة العقلية عند الجاحظ

منشورات ذات صلة قد تفيدك:

– شرح نص العقل هو الحجّة

– نقد النقل عند الجاحظ

– شرح نص فخر السّودان على البيضان

– حدود النزعة العقلية عند الجاحظ

– نص المعرفة والاستدلال

– منهج الجاحظ في التعامل مع الأخبار

– الخصائص الفنية المميّزة لكتابة الجاحظ

شرح نص المعاينة والتجربة

– الموضوعيّة والشك المنهجيّ في الحيوان والرّرسائل

– المعتزلة يتوسّطون الفرق للجاحظ

-مجالات البحث في مؤلّفات الجاحظ

– شرح نص هل الأخبار حجّة

– شرح نص وجوه إدراك العلم بما هو غائب

– النص التفسيري

– شرح نص العقل هو الحجة