الإرادة في حدّث أبو هريرة قال:…

إنّ تمثّل الإرادة في حدّث أبو هريرة قال يتطلّب إدراكا لمفهومها ثمّ تعديدا تجلّياتها ورصدا لنتائجها

مفهوم الإرادة

للإرادة جملة من المعاني منها أنّها: اختيار للذّات وتقرير للوجود وكسب منحوت وصنع للكيان وفعل خلاّق وعمل ملحميّ وإنكار للعجز وتجسيم للوعي الوجوديّ والمسؤوليّة ورفض للموجود وخلق للمصير خلقا وتوق إلى المنشود ــــــ الإرادة وعي بالفعل ورغبة فيه وعمل على تحقيقه

تجلّيات الإرادة:

تجلّت الإرادة في مستوى أفعال البطل وأقواله وأحواله:

فعلا:

الشّروع في المغامرة الوجوديّة ” وكان البعث” التّجاوز للعراقيل من ذلك وضع أبي هريرة القديم والزّوجة والبنت، وضع ريحانة، القطيعة مع الجماعة، اعتزال الدّير والعودة إلى الأرض… ـــــــــــ كثرة المغامرات الوجوديّة في رحلة أبي هريرة تؤكّد توقه الفعليّ إلى نحت الذّات وتأصيل الكيان.

قولا:

التّسلّح بخطاب العزم والثّبات والتّحدّي ، الإيمان بإرادة القوّة المتجسّمة في عنف ملفوظ أبي هريرة في تجربة الجماعة، حماسيّة كلامه وعنف إيقاعه، التّواتر المكثّف لمعجم القوّة في حواراته الجماعة من ذلك قوله ” هاته الأرض نحن خلقناها وهاته السّماء نحن نصبنا عمادها فأقمناها” (حديث العدد) بل انتهى به الأمر إلى وضع الله موضع سؤال حيث قال لظلمة ”أريد أن أعرف أيهما أصدق وجودا الله أم الشّيطان” أو قوله ”أ أنا خالق الله أم الله خالقي” ( حديث الغيبة تطلب فلا تدرك).

حالا:

تغليبه لحال القوّة رغم لحظات الشكّ والإحباط الّتي يعيشها، إيمانه الدّاخليّ بإمكان إدراك المطلق وإصراره عليه رغم وعيه بأنّ الإنسان كائن مأساويّ يسير حتما نحو موت ينتظره، تغليبه للنّفس التّجاوزيّ كلّما استبدّ به الاحساس بالفشل أو نتيجة وعيه بأنّه في الدّرجة الصّفر من صفة المطلق… ـــــ قال أبو هريرة:” فلمّا خشيت على عقلي قلت: لم يبق إلاّ أن أطلب النّهاية” ( حديث الحكمة ).

نتائج الإرادة في حدّث أبو هريرة قال :…:

  • تأصيل أبي هريرة كيانه وفناؤه في المطلق واضطلاعه الخلاّق بمغامرته الوجوديّة: قال في خاتمة تجربته الوجوديّة ” أيا حقّ لبّيك” أو قوله” هذا ماكنت أطلب” (حديث البعث الآخر).
  • اضطلاع أبي هريرة بمسؤوليّته الوجوديّة وترجمته للأمانة المنيطة للإنسان أن يكون لله خليفة في الأرض وهي خلافة تقتضي من الإنسان أن يكون فاعلا مريدا مغيّرا مسؤولا…