شرح نص رؤيا جبران خليل جبران، محور الرومنطيقية في الأدب العربيّ السنة الثانية ثانوي
الموضوع: يستضيء جبران بالرّؤيا سبيلاإلى العدول عن الموجود والتّبشير بالمنشود.
المقاطع:
يمكن تقطيع نص رؤيا حسب معيار البنية الثّلاثيّة
– وضع البداية: من البداية إلى الجداول: الاحتماء بالطّبيعة
– سياق التّحوّل: من …………. إلى العالم العاقل: الرّؤيا والقيم المنشودة.
– وضع الختام: الارتداد إلى الطّبيعة.
شرح نص رؤيا جبران خليل جبران :
وضع البداية، الاحتماء بالطّبيعة:
اهتدى جبران خليل جبران بالسّرد المنجز بتواتر الجمل الفعليّة وتوالي الأفعال الدّالة على الأعمال.
حقّق السّرد حكاية الأفعال المسندة إلى المتكلّم ، فالرّاوي في النصّ يجمع بين وظيفة السّرد ووظيفة الفعل
==> هذا النصّ يرسّخ دوران التّجربة المحكيّة على الذّات وهو ثابت أساسيّ في الأدب الرّومنطيقيّ
– تعدّد أفعال الذّات في رسم رحلة منطلقها المجتمع (المجتمع) ومقصدها الطّبيعة وهي العالم (المنشود)
==> الطّبيعة ملاذ الرّومنطيقي.
– اقترنت الأفعال بالأحوال، وبذلك يتحقّق التّكامل بين السّرد والوصف (السّرد يتضمّن الوصف).
– تضافرت مختلف الملكات السّمع والبصر “محدّقا” العقل ” مفكّرا” لمساعدة الرّومنطيقيّ على الامتلاء بها.
– لا يقنع الرّومنطيقيّ بالسّطحيّ والظّاهر بل ينشد الخفيّ الباطنيّ واللّامرئيّ .
– هيمنة معجم الطّبيعة على النصّ. وبذلك يكون الأدب الرّومنطيقيّ موصول في معجمه بالطّبيعة.
– اعتمد جبران الاستعارة وسيطا فنيا لبناء الصورة الشعرية تقوم على تغليب البعد الإيحائيّ على بعدها الحقيقي المجرّد
===> يوظّف الرّومنطيقيّ اللّغة توظيفا جديدا تخرج فيه عن دلالاتها الأصليّة.
===>نهضت الصّورة الفنّية بوظيفة جماليّة ألحقت نثر جبران بمصافّ الشّعر.
كما اقترنت الصّور الفنّية بوظيفة تحويليّة: تخرج الطّبيعة في الأدب الرّومنطيقيّ عن صورتها الحقيقيّة المعتادة (الجماد) المتّسم بالحياد لتتلبّس بصورة خياليّة مبتكرة. (كائن انسانيّ مفعم بالحياة ومشبع بالحركة.)
سياق التّحوّل: الرّؤيا والقيم المنشودة:
قام العبور من وضع البداية إلى سياق التّحوّل على مؤشّر زمني.
– ظهور الأشباح محكوم بالفجئيّة “إذا”: التّحوّل كان فجئيّا.
===> السرد خطّي تتابعيّ.
– عوّل الرّاوي على التّشبيه في وصف أصوات الأشباح. وبذلك يتأسّس الوصف على تدرّج من الصّوت الضّعيف إلى الصّوت القويّ إلى الصّوت الأكثر قوّة.
التزمت الأشباح بالأسلوب التّقريري الخبري: المخبر عنه فيها هو الحياة.
التّماثل في التّركيب من الأدوات البلاغيّة. الالتزام بالبنية التركيبيّة الواحدة معمّق للنّفس الإيقاعيّ في النصّ.. فنثر جبران خليل جبران نثر شعريّ (يتقاطع النثر مع الشّعر في الصّور والإيقاعات)
وضع الختام: الارتداد إلى الطبيعة:
احكم الانتقال إلى الغلق من رصد الخارج إلى رصد الذات.
السّكوت مفض إلى إغماض العينين
آلت أفعال الذّات إلى الخيبة بعد اختفاء الأشباح.
– اعتمد جبران أسلوب الحصر لإثبات اختفاء الأشباح
– انغلق النصّ بحركة صاعدة من الأرض إلى السماء وهي حركة تختزل مسار الذّات الرّومنطيقيّة المشتاقة إلى ما هو سماويّ روحيّ والمنقطعة عمّا هو أرضي دنيويّ بشريّ.
===> يتقمّص الرّومنطيقيّ “صورة النّبيّ” الّذي يتلقّى الأمور من السّماء.