مفهوم وجهة النظر الخلفية إلى الأحداث
وجهة النظر الخلفية إلى الأحداث هي وجهة نظر السارد. وهي وجهة نظر تقليدية في بناء النصوص، وتنهض على فكرة السارد العليم بكلّ شيء بالأحداث والأشخاص والطّبائع والانفعالات والأماكن وآفاق القصّة… وهوما يتطلب تحديد مفهوم وجهة النظر الخلفية إلى الأحداث ثم تبين الوظائف.
وظائف وجهة النظر الخلفية إلى الأحداث في رحلة الغفران
اضطلع السارد في رحلة الغفران بالعديد من الوظائف ويمكن التمييز بين جملة من الوظائف من ذلك:
الوظيفة القصصية:
- اختراق الحجب والتعرف إلى الخبايا: مثال توظيف فعل “يخطر” وهو فعل ذهنيّ يؤكد علم السارد بأسرار الشخصيات، قال السّارد:” ثمّ إنّه أدام الله تمكينه يخطر له حديث شيء كان يسمى النزهة في الدّار الفانية…”
- تنسيق الحوار بين الأشخاص: تنظيم الحوار حتى يترقى إلى غايته وأهدافه المقصودة والقضايا التي يريد إثارتها من خلال جدلية السؤال ( بم غفر لك) والجواب بين ابن القارح والشخصيّات من أرقى المظاهر على تنسيق السّارد للحوار.
- تعليل بعض الخوارق التي تحدث في عالم الجنة وذلك بإسنادها إلى القدرة الإلاهيّة الخارقة: من ذلك قول السارد ” فيعجب وحقّ له العجب وليس ذلك ببديع من قدرة اللّه جلّت عظمته وعزت كلمته وسبغت على العالم نعمه ووسعت كلّ شيء رحمته ووقعت بالكافر نقمته”….
- تتبع ان القارح البطل ونقل كلّ ما يقع له في الجنة: من ذلك قوله” فيركب نجيبا من نجب الجنة … فيسير على غير منهج ومعه شيء من طعام الخلود…” فالسارد مرايا تنعكس عليها أفعال ابن القارح وحركاته وسلوكه ولقاءاته في عالم الجنة.
- تحديد خصائص المكان: من ذلك قوله ” فإذا هو ببيت في أقصى الجنة كأنّه حفش امرأة راعية” أو “… فإذا هو بامرأة في أقصى الجنّةقريبة من المطّلع إلى النّار….” فالراوي واصف وصفا يتفاوت في الطّول والقصر.
- رسم ملامح الشخصيات وتحديد صورتها الخلقية: من ذلك قوله” فإذا هو بشاب غرانق غبر في النعيم المفانق وقد صار عشاه حورا معروفا وانحناء ظهره قواما موصوفا…”
- خلق التشويق القصصيّ: من ذلك تدرج السارد في التعريف بالشخصيّات مثال عرف بالأعشى أوّلا بشعره فبصوته فبإسمه فبصورته فبقصّة دخوله الجنّة….
- إحكام بناء القصّة من المنطلق إلى المنتهى: أجرى السّارد رحلته على بناء ثلاثي: هدوء في منطلقها فاضطراب في وسطها فهدوء في نهايتها.
- خلق المفاجآت القصصيّة: من ذلك مفاجأة البطل بلقاء شخصيّات لا ينتظر لقاءها أو توريطه في مأزق لم يكن يتصوّره أو تخليصه من المحن بإيجاد حلول له…
الوظيفة التّعليميّة:
- شرح بعض المفردات معجميّا مثال ” يعني بالحباق جرزة البقل” أو ” وهكر بمعنى عجب” أو ” وحده أغار بمعنى غار إذا أتى الغور…”
- الخوض في بعض القضايا الأدبية والنحوية والصرفية أو التحقيق في نسب شاعر أو التعريف ببعض الشعراء أو التعليق على رواية شعر أو التثبت في نسب شعر…: من ذلك قوله ” والرّواية الأولى إنشاد النحويين…. وما استشهد بهذا البيت إلا وقائله عند المستشهد فصيح…”….
- ثوثيق بعض الأحاديث والحكايات: من ذلك قوله” وهو أدام الله تمكينه يعرف حكاية خلف بن الأحمر مع أصحابه في هذين الحديثين…”…
- تقييد بعض الأخبار: من ذلك قوله”وذات أنواط- كما يعلم- شجرة كانوا يعظّمونها في الجاهليّة ويروى في الجديث….”…
- إبداء موقف: من ذلك قوله ” فإن كان أبو الهنديّ ممن كتب وعرف حروف المعجم فقد أساء في الإقواء….”…
الوظيفة النقديّة:
- السخرية من ابن القارح والهزء بمنه…
- الثورة على الواقع الأخلاقي والسياسي والاجتماعي والعقائدي…..
مقالات ذات صلة
- الإضحاك في رحلة الغفران نقد و احتجاج
- السخرية في رحلة الغفران إمتاع
- آليات السخرية من ابن القارح في رحلة الغفران
- الإضحاك في رحلة الغفران حاجة نفسية
- الإضحاك في رحلة الغفران تقليد أدبي
- الإضحاك في رحلة الغفران بين الحاجة والاحتجاج
- تجليات الخيال في رحلة الغفران
- مصادرالخيال في رحلة الغفران
- مفهوم الخيال في رحلة الغفران
- الجرأة في رحلة الغفران
- تدريب على إنتاج مقال أدبي رحلة الغفران
- إحكام البناء في رحلة الغفران
- إحكام البناء في قسم الرحلة ( الجزء الثاني)
- إحكام البناء في رحلة الغفران ( الجزء الثّالث
- السخرية في رحلة الغفران الآليات والمقاصد
- السارد في رحلة الغفران أنواعه و مواقعه
- وظائف السارد في رحلة الغفران:
- السخرية من ابن القارح
- النسيج الفني المثير:توليد الحكاية من نصوص تراثية
- المعري محاجج لواقع المجتمع: الطريقة والقضايا والغايات
- المعرّي محاجج لثقافة العصر: