شرح نص الملك والطائر فنزة كتاب كليلة ودمنة لتلامذة السنة الأولى ثانوي
**تقديم النّصّ:
-نصّ نثريّ قصصيّ لعبد اللّه ابن المقفّع اقتطع من كتابه””كليلة ودمنة باب الملك والطّائر فنزة وقد اهتم بضرورة التزام أهل التّراث الحذر والحيطة من بعضهم البعض.
**موضوع النّصّ:
لا مكان للثّقة بين أهل العداوات
**تقطيع النّصّ:
وفق المراوحة بين قصّتين
-يستقيم النّصّ مقطعين وفق منطق التّعدّد القصصيّ
*القصّة الأصليّة:البداية (سطر1+2) والنّهاية(سطر32:طلب العبرة والحصول عليها
*القصّة الفرعيّة:من السّطر03إلى السّطر31 :الحكاية المثليّة:الملك والطّائر فنزة
2-2-وضعيّة التّفكيك:
أ-تفكيك المقطع الأوّل:
القصّة الأمّ:قصّة دبشليم وبيدبا:طلب العبرة والحصول عليها
**الطّلب(سطر1+2) مضمون طلب الملك دبشليم
-طلب دبشليم من بيدبا أن يضرب له مثلا عن أهل الثّأر الّذين عليهم تجنّب بعضهم بعضا
*عن هذا الطّلب تنبثق الحكاية المثليّة قصّة يرويها الفيلسوف الحكيم
*النّصّ النّموذج من”كليلة ودمنة”يخضع بناؤه إلى طلب تعقبه الاستجابة
**العبرة(سطر32) العبرة المستخلصة من الحكاية المثليّة
-على أهل الثّأر أن يحتاطوا ويحذروا بعضهم فلا مجال للثّقة بينهم من علامات السّوء”حتّى يشجّعه على تقديم شهادته ولم يطلب منه القسم أن يقول الحقّ
ب-تفكيك المقطع الثّاني: شرح نص الملك والطائر فنزة
القصّة الفرعيّة:قصّة الملك والطّائر فنزة(سطر3-سطر31) نوعيّة القصّة وبناؤها
-هي قصّة افعال تصوّر طائرا ثلار لنفسه من غلام قتل فرخه وتمرّ بثلاث مراحل:
*الافتقار:قتل الغلام الفرخ(سطر3-سطر8)
*سدّ الافتقار:ثأر فنزة لفرخه(سطر8-سطر11)
*الافتقار من جديد:فشل الملك في الثّأر لابنه(سطر11-سطر31)
هذه المراحل خاضعة للتّدرّج والتّتالي السّببيين،وتمثّل بنية الحكاية المثليّة رسم هيكل بناء القصّة رسما هندسيّا قتل الغلام للطّائر ــــــــــــ ثأر فنزة لفرخه ففقؤه ـــــــــــــ ردّ فعل الملك فشله
1*/وضعيّة الافتقار: الشّخصيات وخصائصها
-الملك وابنه(شخصيتان آدميتان)
-فنزة وفرخه(شخصيتان حيوانيتان)
يجمع ابن المقفّع في حكاياته بين شخصيات حيوانيّة وأخرى إنسانيّة.
+س: هل تحافظ الأحداث على هدوئها؟
-ينقلب مجرى الأحداث قادح التّحولّ : هو قتل الغلام للفرخ سبب قتله: أغضبه فقتله
السّبب تافه والنّتيجة خطرة
ستتحوّل بسبب ذلك العلاقة من علاقة حميميّة إلى علاقة عدائيّة قائمة على الظلم والجور،وعن هذه الحادثة تولّد النّقص المتمثّل في فقدان فنزة لفرخه
تكشف هذه الحادثة عن نوع العلاقة القائمة بين القويّ والضّعيف،أو الملك والرّعيّة في عصر ابن المقفّع،وهي علاقة جور يقابلها ضعف واستكانة
2*/سدّ الافتقار:
+ موقف فنزة ممّا حدث؟
-الإحساس:شعر بالحزن والأسى
-الأقوال:الدّعاء على الملوك”قبحا للملوك الّذين لا عهد لهم ولا وفاء…”
-الأفعال:فقء عيني الغلام والفرار èتصاعد موقف فنزة،ففي البدء كان ردّ فعله باطنيّا مكتوما ثمّ كشف عن إحساسه في أقوال تلفّظها وأفعال أتاها فثار بفضلها لنفسه.
شخصيّة ضعيفة جسمانيّا ولكنّها تمكّنت من سدّ النّقص بأن ثأرت لنفسها èدعوة ضمنيّة من ابن المقفّع إلى القصاص من الملك الظّالم الجّائر
*3/الافتقار من جديد: -تولّد نقص جديد فقء عيني الغلام
+س:هل سيسلّم الملك بالمعادلة[قتل بفقء]أم سيردّ الفعل؟
-سيسعى الملك إلى القصاص لابنه
+س:أمر القصاص قد بات صعبا خاصّة بعد فرار الطّائر، سيستعمل الحيلة وسيلة يهلك بها فنزة فيثأر لنفسه
+ طريقته في استدراج الطّائر نحو الهلاك
-سيتظاهر الملك بالصّفح عن الطّائر وحجّته في ذلك معادلة منطقيّة عقليّة:جزاء الغدر بالفرخ فقء عيني الغلام èهذه المعادلة تخضع لمنطق القصاص من الظّلمة لكنّها عند أهل الثّأر واهية إذ لا منطق في الثّأر عير ردّ الفعل بالفعل.
-وبالاستناد إلى منطق التّراث فلا بدّ أن يكذّب الطّائر خطاب الملك،ذلك أنّ أهل الثّأر من وجهة نظر فنزة تحرّكهم الأحقاد والضّغائن الّتي تنبثق من النّفس لا من العقل،والملك في خطابه يتكلّم بلغة المنطق والعقل.
ينبغي تجنّب الملك بوصفه من أهل الثّأر والتزام الحذر والحيطة منه
+س:يرى فنزة الحقد درجات متفاوتة: الحقد والثّأر صنوان أعلاهما درجة عند الملوك”أخوفهما ما كان في أنفس الملوك” èيصبح الملوك مواطن للأحقاد والغدر،وعلى العاقل من وجهة نظر ابن المقفّع أن يحتاط منهم ويحذرهم تمام الحذر
+س:هل خطّة الملك منطقيّة عقليّة فحسب؟
-استند الملك على حجج أخرى وصلها بالقضاء والقدر،فقتل الفرخ وفقء عيني ابنه قضاء محتوم
فشلت حجج الملك جميعها وعجزت عن إقناع دمنة بالاطمئنان على الملك والعودة إلى البيت فأنهت العلاقة بين الطّرفين
يبدو فنزة شخصيّة حكيمة عاقلة حذرة فطنة لم تنطل عليها حيلة الملك فحذرها هو الّذي منحها الحريّة وحافظ لها على حياتها
يدعو ابن المقفّع من خلال هذا النّصّ إلى ضرورة الالتزام من قبل أهل العداوات بسلوك الحذر والحيطة من بعضهم البعض(لا يطمئنّ الإنسان إلى ثأر دفين)
**الفائدة:”إنّما”أداة قصر،وهو أسلوب يؤكّد الخبر
4-نشاط التّقويم:
س:بعد أن تعرّفتم حجج الملك وطريقته في استدراج فنزة.هل ترونه محقّا في السّعي إلى الثّأر لابنه؟
-*-(يفتح المجال لحوار أفقيّ بين التّلاميذ حول ظاهرة القصاص والثّأر ومضارّها وما يمكن أن يترتّب عنها وهل من بديل لها.ويمكن أن تترسّب منه الفائدة التّالية)
**الفائدة:ظاهرة القصاص من الظّلمة ينظّمها القانون اليوم ويضمنها سلك العدالة بعيدا عن مختلف أشكال العنف وغاية النّصّ الدّعوة إلى سلوك الحذر والحيطة.
5-نشاط الصّياغة: شرح نص الملك والطائر فنزة
س:لنحاول اختزال ما جاء من أحداث في الحكاية المثليّة: حكاية الملك والطّائر فنزة.
حرّروا ذلك في فقرة متماسكة لا تتجاوز08 أسطر.
-*-(يترك للتّلاميذ بعض الوقت في التّنظيم وربط المعطيات وتقرأ محاولتان ثمّ يتمّ تأليف جماعيّ يدوّن على السّبورة)ويمكن أن يصل التّلاميذ مثل هذه الفقرة
-الفقرة المقترحة: كان لملك هنديّ طائر يدعى فنزة وفرخ له. ولعلّ إعجابه الشّديد بطّائر وفرخه قد جعله يحتفظ بهما.بيد أنّ ابن الملك غضب يوما على الفرخ فقتله.حزن فنزة حزنا شديدا ودونما تردّد فقأ عيني ابن الملك ثأرا لنفسه.ولمّا علم الملك بذلك حزن حزنا شديدا وفكّر في حيلة يقتص بها من فنزة.فأخذ يستدرجه متظاهرا بالعفو عنه ومعلّلا الحدث بالقضاء والقدر لكنّ فنزة ظلّ حذرا يتوقّع الغدر فلم يقبل عليه بل ودّعه وطار. مواضيع ذات صلة دمنة في مجلس القضاء (1)