شرح قصيدة ثلاث من عيشة الفتى من معلّقة طرفة بن العبد

شرح قصيدة ثلاث من عيشة الفتى من معلّقة طرفة بن العبد من محور نماذج من الشعر الجاهلي لتلامذة السنة الثانية ثانوي ( شعبة الآداب، الشعب العلمية)

ااا

الشعر الجاهليمعلقة طرفة بن العبد (3):ثلاث هنّ من عيشة الفتى

الأهداف:

  1. أن يتبين المتعلم بنية القصيدة الجاهلية: الغرض الذي تنعقد عليه القصيدة (الفخر بالذات).
  2. أن يتبيّن دور بعض الأبنية اللغوية (التركيب التلازمي) في بناء المعنى الفخري.
  3. أن يستخلص بعضا من قيم المجتمع الجاهلي: قيم الفتوّة.

وضعية الاستكشاف:

– دور المعلّم: يسأل التلاميذ عن أقسام المعلقة التي سبق أن تبينوها، ثم يسألهم عن غاية الشاعر الحقيقية من كتابة القصيدة مستدرجا إياهم إلى تبيّن معنى “الغرض الشعري”

– دور المتعلّم: يستحضر ما اكتسب من النصين السابقين متوصلا إلى أن طرفة
قد قصد التمهيد بذكر الأطلال والحبيبة وإلى أن المعلقة تنعقد على غاية هي الغرض الذي
من أجله كتبت

وضعية الاستقبال

– دور المعلّم: يقرأ الأستاذُ النصَّ ثم يقرئ التلاميذَ بالتداول فيوحي
لهم بأقسام النص الكبرى، ويصلح أخطاءهم ويقوّم قراءتهم ويقيّمها

– دور المتعلّم: يقرأ المتعلمون النص ويحرصون على أداء الأعمال اللغوية
أداء سليما

وضعية التفاعل:
– دور المعلّم:
يسأل عمّا في النص من صعوبات معجمية أو تركيبيةيطلب من التلاميذ تحديد موضوع للنص ويقوم مقترحاتهم بما يؤدي إلى موضوع نموذجي
يطلب منهم تحديد معيار دقيق لتقسيم النص، ثم يدعوهم إلى وضع حدود كل مقطع
وعنوانه

يحلل مقاطعَ النص منطلقا مع التلاميذ من مباني النص إلى معانيه إلى مقاصده
يقسّم التلاميذ إلى مجموعات صغرى تتولّى تحليل المقطع الأول انطلاقا من مداخل فنية يختارها الأستاذ لمساعدة التلاميذ
– دور المتعلّم: يجتهد التلاميذ في تحديد موضوع ملائم للنص حريصين على
الجمع بين خصائص النص الفنية ومضامينهيعتمدون معيارا ملائما لتقسيم النص ويضعون حدود المقاطع وعناوينهايشتغل التلاميذ في مجموعات رباعية تعنى بمدخل فني من مداخل المقطع الأول،
ثم يتطوع بعضهم بتقديم عمل المجموعة، في حين يساهم البقة في تقويم العمل وفي
الإضافة إليهيساهم التلاميذ مع الأستاذ في الشرح مجيبين عن أسئلة الأستاذ المباشرة في
المقاطع المواليةيؤلف التلاميذ النص انطلاقا من عناوين يقترحها الأستاذالمحتوى المعرفي:الموضوع: يفتخر طرفة بالشجاعة وحب الخمر والإقبال على النساء مدافعا عن
منهجه في الحياة.المقاطع: شهد الخطاب الشعري تحولا من وصف تفاصيل عيشة طرفة إلى الدفاع عن
الفتوة مذهبا:م 1: وصف عيشة طرفة: من البيت الأول إلى البيت الحادي عشر.م 2: الدفاع عن الفتوة مذهبا في الحياة: بقية النص.(يمكن تقسيم النص حسب الضمائر، إذ يغلب ضمير المتكلم وضمير الغائب الجمع
في المقطع الأول ويغلب ضمير المتكلم وضمير المخاطب المفرد في المقطع الثاني).التحليل:م 1: وصف عيشة طرفة:يمكن تقسيم المقطع إلى وحدتين بحسب الموضوع:أ. وصف حياة اللهو: من ب 1 إلى ب 8ب. النتيجة: من ب 9 إلى ب 11أ. وصف حياة اللهو:- الضمائر: أنا (الشاعر) ≠ هم (القوم، القبيلة)ارتبط الضميران بتركيب “إذا حدث كذا، حدث كذا..”: “إذا
القوم قالوا من فتى، خلت أنني عنيتُ”: تلازم بين حاجة القبيلة إلى من يدافع
عنها وتطوع طرفة لتسدّ الحاجة← صور الشاعر علاقة انسجام بينه وبين قبيلته، فاتضحت
علاقة الفرد بالقبيلة العربية علاقة عضوية تحتاج فيها القبيلة إلى الفرد للدفاع
عنها، ويكرّس فيها الفرد نفسه للقبيلة فيعيش من أجلها.- ضمير المتكلّم: أسند طرفة إلى نفسه جملة من الأفعال والصفات تظهر خصاله
وأعماله من أجل القبيلة← بدأ طرفة في
هذا القسم من المعلقة يحقق الغاية التي من أجلها كتب النصّ، وهو الفخر بالذات
غرضا.- معاني الفخر: ننطلق من المعاني الفخرية الأساسية باحثين عما عبّر عنها
من أساليب:الأسلوبالمعنى الفخري- التركيب التلازمي يظهر تلازم حاجة القبيلة وأفعال الشاعر- تكرار النفي “لم أكسل، لم أتبلد، لست بحلال التلاع مخافة” إثبات صفات بنفي نقيضهاخدمة القبيلة والدفاع عنهاالإقدام والشجاعة في الحربالتركيب التلازمي “إن تبغني في حلقة القوم تلقني/ إن يلتق الحي..، تلاقني إلى ذروة البيت الشريف المصمّد”+ معجم الشرف: حضور الشاعر نادي القبيلة باعتباره سيداكرم النسب وشرفهوصف الندامى بالجملة الاسمية والتشبيه “نداماي بيض كالنجوم”، الجملةالاسمية الدالة على الاستمرار “ما زال تشرابي الخمور ولذتي”شرب الخمر مع الساداتالعطف “بيعي وإنفاقي طريفي ومتلدي”الكرم والسخاءوصف القينة المغنية وصفا حسيا إباحيا بالصفات المشبهة ونقل الأفعال والتشبيه “رحيب قطاب الجيب منها رقيقة، خِلتَ صوتَها تجاوب أظآر”الإقبال على النساء وحب اللهو والغناء← افتخر طرفة بنفسه فذكر ما اتسم به من شجاعة وإقدام وذكر كرمه وشربه الخمر وإقباله على النساء. فجمع بين الجدّ في الحرب واللهو في السلم، مختزلا صورة الفتى الجاهلي.ب. النتيجة: “إلى أن تحامتني القبيلة كلها”: يدل الحرف على انتهاء الغاية: بالغ الشاعر في اللهو فانتهى إلى قطيعة مع القبيلةالتشبيه “أفردت إفراد البعير المعبّد”: شبه طرفة نفسه ببعير أجرب تبعده القبيلة حتى لا يعدي غيره.← تحولت علاقة الشاعر مع القبيلة من تواصل إلى قطيعة.التقابل: بين البيت العاشر والحادي عشر تقابل+ تقابل الإثبات والنفي: فقدتخلت القبيلة عن الشاعر وتقرب إليه الأباعد فقراء (بني الغبراء) وأغنياء (أهل الطراف الممدد)← يشعر طرفة رغم اعتزازه بنفسه بالحزن لاستبعاد القبيلة له، لأن القبيلة تظلّ عنصرا جوهريافي حياة الفرد في الجاهلية.م 2: الدفاع عن الفتوة مذهبا في الحياة:- تحول الخطاب من غلبة ضمير “أنا” إلى ظهور ضمير “أنت” تحولا من الإخبار والافتخار والتباهي إلى المواجهة دفعا للوم والعتاب.- مقومات الدفاع عن النفس أمام اللائم: النداء “ألا أيهذا اللائمي”القسم: وجدِّكَ”الأمر “دعني أبادرها..”الاستفهام الدال على التحدي والتبكيت: “هل أنت مخلدي؟”التركيب التلازمي: ب 13 و 14التقسيم بالعطف والتحول من المجمل إلى المفصل “ولولا ثلاث.. فمنهن..
وكرّي.. وتقصير…”← لا يخلو المقطع من نزعة حجاجية غايتها الدفاع عن هذا المذهب في الحياة.الحجج: ضعف الإنسان في الكون وفناؤه (شعور بسطوة الموت)، وهو ما يدفعه إلى الاستمتاع
بالحياة واتباع مذهب اللذة (حجة واقعية)الشعور بالواجب تجاه القبيلة، وهو ما يدفعه إلى الدفاع عنها وإلى إغاثة الملهوف ونصرة المظلوم (حجة واقعية)← أظهر طرفة شهورا عميقا بضعف الإنسان في الكون ووعيا بوظيفة الفتى في الذود عن القبيلة وتحقيق العدل ونصرة المظلوم، فكأن اللذة وسيلة
لدفع الهموم تضاف إلى العلاقة العميقة من الناقة.عدد الشاعر بالعطف وبحرف “من” الدال على التبعيض “منهنّ سبقي العاذلات بشربة كميتٍ..، وكرّي إذا نادى المضاف محنّبا..، وتقصير يوم الدجن ببهنكة تحت الخباء المعمّد” ثلاثة أعمال يراها من صفات الفتوة الحقّ. وهي
شرب الخمر وصحبة النساء والإقدام يوم الحرب← اختزل طرفة قيم الفتوة الجاهلية في خصال اللهو في
السلم والشجاعة يوم الحرب، جاعلا إياها مفاخر وخصالا يفتخر بها.قيم الفتوة: الخمر: وسيلة نيل اللذة ونسيان الهموم وباب للبذل والكرم
والسخاءالنساء: لذة حسية يتجاوز بها سطوة الموت وظلمته “يوم الدجن”الحرب: هي باب لإغاثة الملهوف ونجدة المظلوم “إذا نادى المضاف” وفرصة إظهار الشجاعة والإقدام “كَسيد الغضا”← يحرص طرفة على أن يكون متوازنا بين تحقيق حقه في الحرية الفردية والوفاء للواجب مع الجماعة.التأليف:1. بنية القصيدة الجاهلية: الغرض الذي تنعقد عليه القصيدة (الفخر بالذات):
شهد النص دخول طرفة في غرض القصيدة بعد أن مهّد له بالوقفة الطللية والنسيب ووصف
الراحلة. غرض القصيدة هو الفخر بالذات.2. دور بعض الأساليب والأبنية اللغوية في بناء المعنى الفخري: أسهمت
التراكيب الشرطية والظرفية والتشابيه ذات الطابع الحسي في بناء المعنى الفخرى
بإقامة تلازم بين حاجة القبيلة وفعل الشاعر وبوصف مظاهر اللهو خمرا وندامى ونساء
ومغنيات ومظاهر إقدام طرفة في ساحة الحرب.3. من قيم المجتمع الجاهلي: قيم الفتوّة: في هذه القصيدة الفخرية اختزل
طرفة قيمَ الفتوة في شرب الخمر وصحبة النساء والإقدام يوم الحرب، وتتفرع عنها
خصال أخرى كالكرم ونجدة الملهوف وإغاثة المظلوم.التقويم:أليس في النص تناقضا بين النزعة الفردية والنزعة القبلية؟ هل يمكن أن نجد
في موقف القبيلة الرافض للهو طرفة ما يدلّ على أن الإكثار من شرب الخمر ومصاحبة
النساء سلوكان مرفوضان في الجاهلية لا يمثلان قيم الفتى الجاهلي في شيء؟
وضعية الاستثمار:يدعى التلاميذ إلى انتخاب أبيات للحفظ تكون شواهد للمعاني الفخرية.

المزيد من المقالات للسنة الثانية ثانوي

أحدث المقالات