مقال أدبيّ: الحكواتي من التّراث إلى التّوظيف المسرحيّ

مقال أدبيّ: الحكواتي من التّراث إلى التّوظيف المسرحيّ

الحكواتي من التّراث إلى التّوظيف المسرحيّ

المقال:

يتجاوز الحكواتي صورته التراثية في مسرحية “مغامرة رأس المملوك جابر” ليقيم سعد الله ونوس من خلاله مسرحه الجديد ويكشف أزمة المجتمع.

حلّل هذا القول مبديا رأيك.

اُقتُرِح الموضوع مشتركا بين معهد بئر الحفي ومعهد حمّام سوسة 2 والشّكر موصول إلى الزّميل الصّديق الأستاذ فتحي جغام الذّي اقترح التّمشّي المنهجيّ

مقال أدبيّ الحكواتي من التّراث إلى التّوظيف المسرحيّ

المقدّمة: (3 نقاط)

  • التمهيد: من قبيل : تعريف المسرح الملحمي الشعبي / تأثر المسرح العربي الناشئ بأهمّ التيارات الغريبة و استلهامه للموروث الشعبي (نقطة واحدة).
  • التنزيل : يكون بتنزيل الموضوع في معطاه دون تحريف أو تقديم و تأخير : يتجاوز الحكواتي صورته التراثية في مسرحية “مغامرة رأس المملوك جابر” ليقيم سعد الله ونوس من خلاله مسرحه الجديد    ويكشف أزمة الأمّة .(نقطة واحدة)
  • الطرح الإشكالي: فكيف تجاوز ونّوس صورة الحكواتي في الموروث القديم ؟ وكيف وظفها لبناء مسرحه الجديد وكشف أزمة الأمة العربية بعد النكسة  ؟ (نقطة واحدة)

التحليل(5 نقاط)

1- تجاوز الصورة التراثيّة للحكواتي:(نقطة واحدة)

     – الحكواتي في التراث الحكائي يمتّع الناس و يلهيهم و يخدّرهم  ≠ ” العم مونس” يصدمهم و يفاجئهم قصد توعيتهم و إيقاظهم .

     – الحكواتي في التراث يستجيب لرغبات المستمعين و لا يقصّ عليهم إلاّ قصص البطولات و الأمجاد ≠ “العم مونس” يرفض أن يقص عليهم قصة الظاهر بيبرس بدعوى أن أوانها لم يحن بعد و يستبدلها بقصة المملوك جابر و سقوط بغداد .

     – يستعمل الحكواتي عادة كل المؤثرات الصوتيّة و البلاغيّة و سائر طرق التهويل و التعجيب ليشدّ السامعين  ويعتمد لغة عاميّة تقرّب الفهم لأذهان العامّة ≠ “العم مونس” يقف موقف الحياد وجهه جامد مثل كتاب التاريخ الذي يحمله يحافظ على هدوئه طيلة السهرة ولا يتأثر بما يقوله الزبائن فيتركهم على أوهامهم و تصوراتهم ليصدمهم آخر المسرحيّة بمصير جابر الفاجع .

2- قيمة شخصية “الحكواتي” في إرساء مسرح ونوس الجديد : (نقطتان)

   – ساعدت هذه الشخصية ونوس على كسر الجدار الرابع و إقامة تفاعل إيجابيّ بين ممثلي الركح و جمهور الصالة وهو وجه من أهم وجوه التغريب في المسرح البرشتي يكون فيه “العم مونس” همزة الوصل بين ركح المقهى و ركح بغداد ( تداخل الأركاح)

  – بفضل شخصيّة الحكواتي استطاع ونوس أن يزاوج بين المحكيّ والمرئيّ مزاوجة تكسر الإيهام و التقمّص     وتنمّي التفكير و الوعي لدى الزبائن وهو أهمّ مقاصد المسرح الملحمي .

  – انتقى ونوس أكثر الشخصيات ملاءمة للمسرح الشعبي وهي شخصية الحكواتي في مكان شعبيّ هو المقهى مما يكسر أرستقراطيّة الفن الرابع وينزل به إلى الفئات المطحونة يوعّيها و يثوّرها .

 – استطاع ونوس أن يتجاوز الوحدات الثلاث (وحدة الزمان و المكان والحدث )التي تقيّد المسرح   وتشدّه إلى شكله الكلاسيكي باختياره لشخصية الحكواتي التي جعلت المكان مكانين (المقهى – بغداد) و الزمان زمانين (الماضي – الحاضر) و الفعل فعلين (الحكي – تبليغ الرسالة)

3- كشف “الحكواتي” لأزمة المجتمع : (نقطتان)

  – إنّ انتقاء الحكواتي للصراع السياسي بين الخليفة المقتدر بالله و وزيره العلقمي موضوعا لحكايته كشف موقف ونوس من واقع عصره بعد نكسة سبع و ستين و تسعمائة و ألف و فضح أطماع الساسة و صراعهم من أجل السلطة و النفوذ و دفعهم بالبلاد إلى الهاوية واحتقارهم للعامة (الأزمة السياسيّة) .

 إنّ انتقاء الحكواتي للصراع السياسي بين الخليفة المقتدر بالله و وزيره العلقمي موضوعا لحكايته كشف موقف ونوس من واقع عصره بعد نكسة سبع و ستين و تسعمائة و ألف و فضح أطماع الساسة و صراعهم من أجل السلطة و النفوذ و دفعهم بالبلاد إلى الهاوية واحتقارهم للعامة (الأزمة السياسيّة) .

  لم يركز الحكواتي على الصراع السياسي بقدر تركيزه على تبعاته الاجتماعية و الأخلاقية بدءا بالضريبة المقدسة مرورا بتهافت أهل بغداد على الفرّان وصولا إلى طلب الزوج من زوجته أن تفرّط في شرفها من أجل الحصول على ما يسدّ رمق رضيعها, ورغم إلحاح الزبائن على متابعة رحلة جابر إلى بلاد العجم فإنّ “العم مونس” أصرّ على كشف معاناة أهل بغداد في ظلّ الصراع السياسيّ.(الأزمة الاجتماعية و الأخلاقيّة)

 – صوّر“العم مونس” من خلال حكايته نماذج متنوعة من المثقفين أمثال و منصور و الرجل الرابع المدركين للخطر المحدق ببغداد و أهلها , العاجزين عن مواجهة السلطة ليكشف موقف ونوس من الفئة المثقفة بعد النكسة التي انقسمت بين منافق و مهادن و صامت عاجز (أزمة المثقف)

     فإلى أيّ مدى كانت شخصيّة الحكواتي الحلقة المركزية التي حققت لونوس كلّ غاياته الفنيّة و النقديّة ؟

إبداء الرأي(ثلاث نقاط) يكون من قبيل :

– لم يحقق ونوس مشروعه المسرحي التوعوي بفضل شخصيّة الحكواتي  وحدها بل اعتمد شخصيّات أخرى مؤثرة كالمملوك جابر و الرجل الرابع و ترقيم الزبائن و أهالي بغداد و شخصيّة السائس التي تتخذ لها أكثر من صورة ولا ننسى أنّ تميّز الحوار و الإشارات الركحيّة  بسمات براشتيّة ساعد على اكتمال مشروع ونوس الحداثي للمسرح .

– من النقاد من يرى أنّ استبداد الحكواتي بالحكي أضعف عنصر الفرجة في المسرحيّة فلم يكن الحوار بين الشخصيّات إلاّ محاكاة لخطاب “العم مونس” مما جعله لا تنمو ولا يتطوّر تماما مثل هذه الشخصيّة المحوريّة الثابتة .

التأليف (نقطتان) يكون من قبيل :

– إنّ شخصيّة الحكواتي إلى جانب الشخصيات المسرحيّة الأخرى حققت غايات ونّوس في التغريب و التسييس فانفتحت بالمسرح العربيّ على الحداثة و جذّرته في الآن ذاته في التراث.

– رغم تفرّد المسرحيّة فنّا و دلالة فإنّ ونّوس صرّح بأن التنوير والتثوير هما همّه الأوحد وما انفتاحه على المسرح البرشتي إلاّ تجريب أدبيّ لم يحقق غايته الأساسيّة.

الخاتمة: (نقطتان)

-الإجمال : “الحكواتي” شخصيّة تختزل تفرّد التجربة المسرحيّة الونوسيّة فعلا و خطابا

-الموقف: إنّ تجربة ونوّس المسرحيّة تجربة جريئة رائدة متجذرة في التراث تكشف لنا قراءة الأديب المفكّر للواقع والمستقبل قراءة فنيّة تخييليّة في إطار البحث عن حداثة تجاوز الحضارة والعلوم لتبلغ الفنون والآداب

– فتح الآفاق : فهل في الكتابات المسرحية المعاصرة بعض ملامح الحداثة الأدبيّة التي عايناها في مسرحيّة ونّوس؟

اللغة(5 نقاط)

  1. لغة سليمة مؤدية للغرض بليغة التعبير : من 3 ن إلى 5 ن
  2. لغة متعثرة مؤدية للغرض متوسطة التعبير: من 2 ن إلى2,5  ن
  3. لغة متعثرة جدّا غير مؤدية للغرض ضعف التعبير: من 1 إلى 2 ن.

مقال أدبيّ: الحكواتي من التّراث إلى التّوظيف المسرحيّ