مسيرة أبي هريرة بما هي بحث
دوافع البحث في مسيرة أبي هريرة:
دافع خارجيّ:
ويقترن بدعوة الصّديق المجهول أبا هريرة إلى أن يصرفه عن الدّنيا يوما.
قال الصّديق المجهول أو النّكرة لأبي هريرة :” أحبّ أن أصرفك عن الدّنيا عامّة يوما من أيّامك. فهل لك في ذلك؟”. (حديث البعث الأوّل)
هذه الدّعوة كشفت للبطل ماكان يجهل من أشكال الاحتفال بالحياة فكان بعثه من بين الأموات.
اكتشاف أنّه كان ميّتا في الحياة. لذلك مثّلت له الدّعوة انقلابا في التّفكير أو الولادة الوجوديّة له: ف
الدّعوة مثلت لحظة انفتاح ذات أبي هريرة على لذّة الوجود.
دافع داخليّ:
ويقترن برغبة أبي هريرة في التّمرّد على حياته المتميّزة بالتّقليديّة والاتّباعيّة إلى حياة المغامرة والبحث والتّجربة.
تحوّل اسم أبي هريرة من اسم ينوء بعبء التّقاليد إلى عنوان المغامرة والسّعي الجسور إلى إعادة التّفكير في حياته وإعادة تشكيلها ذاتيّا وهو ما ترجمه بقوله:” فلمّا كان من الغد… عدت إلى الصّلاة… فذهب ذلك بما تصنّعت من العزم وكان البعث ” (حديث البعث الأوّل)= قطيعة أبي هريرة مع الصّلاة ليست إلحادا أو إنكارا للدّين وإنّما هذه القطيعة وعي من البطل أنّه لم يكن إلاّ مجرّد مسلم تقليديّ.
مظاهر البحث في مسيرة أبي هريرة:
ترجم أبو هريرة بحثه من خلال اضطلاعه بمغامرة وجوديّة في عناد وصبر وإصرار وفي ضرب من العناد المتطرّف
قهر البطل للعقبات وتجاوزه للعراقيل ( الزّوجة/الجماعة/ظلمة/…)والتذاذه بوجع التّجربة الوجوديّة رغم القساوة وارتداده إلى الدّرجة الصّفر في تجربة طلب المطلق في أربع مناسبات:
- فشل طلب المطلق في التّجربة الحسّية أو اللّذّية: أبو هريرة وريحانة.
- · ////////////////////////////////////// تجربة الجماعـــــــــــــــة: أبو هريرة وأحياء العرب.
- فشل طلب المطلق في تجربة الدّين أوالرّوح: أبو هريرة وظلمة.
- · //////////////////////////////////////////////// الحكمة أو العقل: أبو هريرة وابو رغال.
رغم فشل التّجارب ظلّ أبو هريرة يبدع وجوده رافضا الخضوع لأيّة قوّة انسانيّة (ريحانة / الجماعة ) أو مكانيّة ( دير العذارى ) مثلما رفض المصالحة ونصف المطلق ونصف الكيان.
أفعال أبي هريرة في مغامرته الوجوديّة متطرّفة: إمّا المطلق كاملا أو اللاّشيء، إمّا أن يكون أو لا يكون: قال البطل لأبي المدائن:” كلاّ إنّما أطلب النّهاية” ( حديث البعث الآخر ).
أبعاد مسيرة البحث:
يمكن التّمييز بين أبعاد ذاتيّة وموضوعيّة وإنسانيّة:
- الأبعاد الذّاتيّة في مسيرة البحث: معاناة البطل في تجربته وعشقه الألم الفعل والتذاذه بقساوة تجربة المطلق غايتها تحقيق الوجود وإثبات الذّات والاضطلاع بالمسؤوليّة الوجوديّة من أجل تأصيل الكيان أبو هريرة يريد أن ينحت ذاته في ضوء اختيار حرّ وإرادة خلاّقة لأنّ ” كلّ كيان لجهد وكسب منحوت ” (مقدّمة حدّث أبو هريرة قال:…)
- الأبعاد الموضوعيّة في مسيرة البحث: الرّغبة في تحرير الجماعة وتحويلهم من أفراد متناحرين إلى أفراد أحرار يصنعون واقعهم وتاريخهم…
- الأبعاد الانسانيّة في مسيرة بحث أبي هريرة: مسيرة بحث أبي هريرة دعوة للانسان مطلقا حتى يصنع وجوده ويحقّق ذاته ــــــ مسيرة أبي هريرة الملحميّة درس فنّ صناعة الوجود ونحت الكيان ـــــ أبو هريرة قريب إلى الذّات الانسانيّة في سعيها منذ الأزل وحتّى الأزل من أجل نحت الكيان والتّربّع على عرش الدّنيا.