شرح قصيدة الجبل ابن خفاجة

أهداف شرح قصيدة الجبل ابن خفاجة

أن يكون التّلميذ قادرا على:

-استخلاص السّمات الرّئيسيّة للموصوف الشّعري

-تبيّن طريقة تشكيل المشهد الشّعريّ:من التّصوير إلى التّخييل وإعادة التّشكيل

-تحديد وظائف الطّبيعة في القصيدة الأندلسيّة:من الإطار الحسيّ إلى الرّمز الذّهنيّ

موضوع النّصّ:

الطّبيعة موضوع للاعتبار العقليّ في الشّعر الأندلسيّ.

المقاطع:

حسب معيار نظام الوصف

-يتدرّج الوصف من التّعتيم إلى التّجلية فالغوص:

أ-التّعتيم:وصف اللّيلب1àب7

ب-التّجلية الصّامتة:صورة الجبل الوقور:ب8èب14

ج-الغوص:الجبل الرّمز مولّد العبرة:ب16 إلى النّهايةملاحظة:ب15 بيت فاصل واصل

شرح قصيدة الجبل ابن خفاجة

المقطع الأوّل من شرح قصيدة الجبل ابن خفاجة

-إيقاع ساكن ثقيل لبحر الطّويل:فعلان مفاعيلن:إيقاع وقور لغرض وقور:الزّهد والتّأمّلات

صارت الطّبيعة موضع تأمّل ذهنيّ دعّم نزعة الزّهد في الثّقافة الأندلسيّة وما تبعها من تصوّف(ابن عربي-الشّشتري…)

-مطلّع مصرّغ بحرف الباء ومرصّع بالنّجائب الجنائب وقائم على الطّباق والمقابلة:جملة من التّحليات الصّوتية تظهر الشّاعر متّبعا لسنّة الاستهلال

محافظة الشّاعر على حسن الافتتاح تدخل ضمن حرص الأندلسيين على بيان القدرة على المجاراة والاحتذاء

-معجم صحراوي في الإبل والرّحيل والنّجوم والطّريق القفر والحسام والرّكائب ليبرز بذلك إطار بدويّ يستهلّ القصيدة على نفس سنّة القدامى وإن أدمج الوقفة ووصف الرّحلة

يستوحي الشّاعر الإطار البدويّ المشرقيّ في القصيدة العربيّة ويحوّل تدريجيّا وظيفته من التّمهيد للوصف إلى التّأسيس للتّأمّل والاعتبار

-ذات راحلة تعيش الأرق والغربة في عالمها فيدفعها القلق على التّأمّل في الحياة

الذّات موصوف أوّل تستهلّ به المطوّلة ويهتمّ بسماتها النّفسيّة والذّهنيّة أساسا

ما المعبّر الفعليّ في البيت 06 عن غربة الشّاعر وحيرته في الكون؟

-تستغلّ صورة اللّيل للتّعبير عن هذه الغربة في ملامحها المختلفة ودلالاتها الرّمزيّة

+س:فما هي مكوّنات صورة اللّيل في هذا المشهد؟

-يحاكي ابن خفاجة صورة اللّيل في المعلّقة ويخالفها:

يقول امرئ القيس:وليل كموج البحر أرخى عليّ سدوله***بأنواع الهموم كلكل

ويردّد ابن خفاجة:وليل إذا ما فلت قد باد فانقضى***تكشّف عن وعد من الظّنّ كاذب

فاللّيل خصم مرهق للذّات واللّيل سرّ مغر لها واللّيل ستر يحول دون الحقيقة الأبديّة

يتحوّل اللّيل عن الوحشة في المكان إلى الوحشة في الكيان لتظهر الطّبيعة بمظهر المعرقل لطموحات شاعر إنسان

إلام تعدّ هذه العرقلة فنيّا في تطوّر قصّة التّيه والبحث عن معنى للحياة؟

-تعدّ العرقلة إلى التّجاوز وذاك ما يغيّر طريقة التّصوير من تعتيم للمشهد يضمنه ستار اللّيل إلى تجلية صامتة تتمّ باختراق حجب هذا اللّيل

مال الشّاعر في تشكيل المشهد إلى تقنية الأنوار والظّلمة حتّى يشعّ بالمشهد تدريجيّا فيكون كلّ إشعاع غوصا.

المقطع الثّاني من شرح قصيدة الجبل ابن خفاجة: التّجلية الصّامتة: صورة الجبل الوقور:ب8ب1

-مزّق:فعل يستدعي عمليّة فنيّة تحوّل اللّيل ستارا حاجبا والجبل المحجوب حقيقة نفيسة مكتشفة

إزالة الحجب ارتقاء في المعارف أو ضرب من الإسراء والمعراج في سلّم حقائق الوجود النّفيسة جسّدها الشّاعر في ثوب ركحيّ مثير

المكوّنات المبرزة لعالم الجبل و تحديد منطق تجميعها:

-يبرز الذّئب سبيلا يلج به الشّاعر عالم الجبل:ذئب اطلس وضّاح الأنياب قاطب الوجه:صورة كالحة لوجود شقيّ يلتقي فيه الحيوان والإنسان في الشّعور بالمأساة

تنعكس رحلة الشّقاء والحيرة لدى الشّاعر على صورة الذّئب ختّال المكان سائس(يمكن الاستفادة من قصيدة مصرع الذّئب لألفريد ديدي)

مكوّنات الظّهور الأوّل لصورة الجبل:

-مكوّنات وصفيّة بالأساس تصنعها المشتقّات الصرفيّة”أرعن/طمّاح/باذخ/وقور”سمات تشخّص الجبل وترفعه على عالم الحكمة والوقار

تشخيص الجبل قد ساعد على إظهاره في صورة الحكيم الصّانع للعبرة وعجّل ذلك بإنطاقه

يتحوّل الجبل بذلك على رمز ينتقل من خلاله الشّاعر جملة تأملاته في الحياة والكون

-نسب إلى الجبل أفعالا: المطاولة والسدّ والمزاحمة ونقله في التّشبيه إلى حالة التّفكير فأظهره مصارعا للسّماء والرّيح واللّيل،مقارعا لإرادة الزّمان المتغيّرة بحرصه على الثّبات والصّمود

تصبح رمزيّة الجبل على اتّصال بآمال الشّاعر الإنسان وآلامه يستنجد بثبات المكان أمام تقلّبات الزّمان ألم يقل ولد نوح يوم الطّوفان’سآوي إلى الجبل يعصمني’

مادام الجبل رمز الثّبات فما السّرّ الّذي يُكمن أن يُطلب فيه؟

-السّرّ اللّي يطلب فيه هو سبب هذا الثّبات وما استخلصه فيه من عبر جعلته على وقار الحكمة في الكون

تختفي بذلك صورة اللّيل القاتمة وصورة الذّئب الموحشة وتبرز صورة الجبل الوقور مولّدة للأنس والأمن والإشراقة الذّهنيّة التّامة بإنطاقه

المقطع الثّالث: الغوص:الجبل الرّمز مولّد العبرة:ب16 إلى النّهاية

ثمّة ثلاث لهجات في خطاب الجبل من خلال استهلال الأبيات

-التّعديد’كم’/الحصر’ما…إلاّ’/التّشكّي’فحتّى متى’/الدّعاء’رحماك’

-يظهر الجبل بذلك على أحوال وجدانيّة تتلوّع لضربات الزّمان وتعدّد وجوها من المأساة الكونيّة

الطّبيعة سبيل لفهم كنه الوجود وهي الرّمز المساعد على التّأمّلات الذّهنيّة

-ظهر تعليق الشّاعر بلهجة الاعتبار وقطع الشّكّ والحيرة باليقين: سلام إنّا بين مقيم وذاهب:مقيم في المكان وذاهب في الزّمان.

تتجاوز صورة الجبل سماتها الطّبيعية وتكتسب حسب طبيعة الرّمز سمات بشريّة تساعد على التّشكيل الذّهنيّ للصّورة

نشاط تقويم شرح قصيدة الجبل ابن خفاجة:

لكن ألا يكون الشّاعر قد بالغ في السّوداويّة فأنطق الجبل بأفكاره في التّأملات والزّهد

-الأدب الأندلسيّ أدب المتعة والاستمتاع وأدب الزّهد والتّأمّل في نفس الوقت وتغيّر الرّؤى والنّزعات من ثراء هذه الحضارة وخصوبتها الفكريّة

نشاط التاّليف شرح قصيدة الجبل ابن خفاجة:

1-السّمات الرّئيسيّة للموصوف الشّعريّ:

-يتنوّع الموصوف في القصيدة بين الزّمان’ليل”والحيوان’ذئب’والمكان’جبل’

-سمات هذه الموصوفات تتجاوز حقيقتها بالمجاز الشّعريّ في التّشخيص وفي نوع العلاقة الّتي تبنيها ذات الشّاعر معها:نفرة من اللّيل/توجّس من الذّئب/ألفة مع الجبل

-تكتسب الموصوفات بذلك وجودا طريفا في عالمه الشّعريّ:تصوغ قصّة رحيل يتحوّل عن الماديّ إلى الذّهنيّ:القلق والمساءلة فالاعتبار

2-طريقة تشكيل المشهد الشّعريّ من التّصوير إلى إعادة التّشكيل بالتّخييل:

لم يقتصر الشّاعر على تصوير اللّيل والذّئب والجبل بل أسند غليها من الصّفات والأفعال والأقوال ما أخرجها خلقا شعريّا

-ينسج الشّاعر من سواد اللّيل رداء حيرة ومن إسراء الذّئب داء الرّحيل فمن وقار الجبل شرف الحكمة ورفعتها

-هذا النّسيج الفنيّ المقام على الرّمز يجعله يعيد بناء عالم شعريّ تنكسر فيه أحلام الذّات وآلامها على الحقيقة المكتشفة:الفناء في الزّمان حاصل والوجود مأساويّ محزن

3-وظائف الطّبيعة في القصيدة الأندلسيّة:من الإطار إلى الرّمز:

-تتجاوز الطّبيعة في حضورها الجماليّ مجرّد الإطار الموشّح للمشهد لتصبح عنصرا يُستدرّ منه المعنى

-يتمّ ذلك من خلال الرّمزيّة المتحقّقة في صور اللّيل والجبل فاللّيل زمان والجبل مكان ومساءلتهما ضرب من الوعي بمأساة الإنسان في الوجود بين زمن جارف ومكان سجّان