هذه المقالة مدارها على رمزية الشخصيات في الحكاية المثلية كليلة ودمنة لعبد الله بن المقفع وهذه الزمزية جلية في مواطن كثيرة لتكون بذلك الشخصيات رموزا لنماذج
الشخصيات في الحكاية المثلية كثيرة وهي أنواع فمنها البشري ومنها الحيوانيّ ومن الحكايت المثلية ما كانت شخصياتها جميعها من صنف واحد كالناسك واللص وامرأة الاسكاف والصياد ومن الحكايات ما كانت شخصياتها جميعها حيوانية مثل الأرنب والأسد والفيل والقبرة ومن الحكايات ما جمعت الصنفين مثل القملة والبرغوث.
ويمكن تصنيف الحيوانات حسب حظها من العقل قتستقيم ثلاثة أصناف:
شخصيات رئيسية وهي المحركة للأحداث كدمنة وأمّ الأسد في باب الأسد والثّور وباب الفحص عن أمر دمنة.
شخصيات لها دور سلبيّ كالأسد في باب الأسد والثور.
صنف وسط له حظ من عقل وقوّة شخصية ولكنه لا يؤثر في الأحداث إلاّ بالتعاون من إخوانه كما هو الحال في بالب الحمامة المطوقة
وهذه الشخصيات على تنوعها تبقى رموزا سياسية واجتماعية وأخلاقية وهي شخصيات وفق الكاتب في تصويرها حيث كانت تطابق في جوهرها نماذج بشرية في واقع الحياة فهي رموز تحمل دلالات ثقافية أو حضارية وذات أبعاد تربوية وإصلاحية فهي تفكّر وتشعر وتناضل ومن الشخصيات التي تحمل أبعادا رمزيّة:
الأسد:
وهو رمز لهؤلاء الملوك ضعاف الشخصية الذين يغترّون بالمظاهر الخادعة ولا يزنون الأمور ولا يتثبّتون من صحّة ما ينقل إليهم فيتأثّرون بأقاويل أصحاب السّوء من حاشيتهم مثل تأثّر الأسد الملك بتحريش دمنة وقتله للثور البريء ظلما.
دمنة:
وهو رمز الحاشية الفاسدة الّذي حرّش الأسد على لمآرب ذنيئة فقال:” لا يغرّنك هو لي طعام وليس عليّ منه مخافة فإنّ شتربة إن لم يستطعك بنفسه احتال لك من قبل غيره”
المطوّقة:
رمز القائد الحكيم المتحمل للمسؤوليّة والّذي كان نصيبه الطاعة والولاء من طرف الأتباع والمطوّقة نموذج القائد البديل عن الأسد في كليلة ودمنة.
أمّ الأسد:
رمز للمرأة الّتي تشارك في اتخاذ القرارات المصيرية ولها دور فعال في تصريف شؤون الحكم.
سيّد الخنازير:
رمز شاهد الزّور الّذي لم ينطق بالحقّ فكان محطّ سخرية وانتقاد في مجلس القضاء.
رمزية الشخصيات في الحكاية المثلية