الجرأة في رحلة الغفران

الجرأة في رحلة الغفران تتجلى في طريقة معالجة قضايا الدين و السّياسة و الجنس

جرأة العقل العلائيّ في إثارته لقضايا مسكوت عنها في الثّقافة العربيّة الإسلاميّة:

-المسكوت عنه في الثّقافة العربيّة الإسلاميّة ثالوث من المحرّمات الثّقافيّة أو الممنوعات في الحديث العامّ وه مؤلّف من الجنس والسّياسة والدّين

-أثار العقل العلائيّ هذه المسائل بحدّة فاعتبر عقلا جريئا حدّ التّطاول لدى بعض النّقّاد

الجرأة في رحلة الغفران جليّة في إثارة قضيّة الجنس:

-من خلال فضح الشّبقيّة الغالبة على الشّخصيّة العربيّة الإسلاميّة في صورة ابن القارح:شخصيّة مكبوتة الغرائز(تهفو إلى المرأة)مهووسة بالجنس(لا ترى المرأة إلاّ مجالا للفعل الجنسي) مغرقة في اللّذة(لذة الجسد طعاما وشرابا وجنسا)تدرك حالة الاختلال في تركيبة كيانها(إهمال دور العقل)وتصل درجة الشّذوذ في سلوكها الجنسيّ(شذوذ الفاعليّة فشذوذ المفعوليّة)

ابن القارح بذلك نموذج ثقافيّ لشخصيّة عربيّة وسيطة أفرزتها المدنيّة العربيّة القديمة في ظلّ الاختلال الواضح بين القيم الثّقافيّة والقيم الاجتماعيّة لمجتمع الرّوح والجسد(وجعلت اللّيل للكاس والنّهار للنّاس)

الجرأة في رحلة الغفران على القضيّة السّياسيّة:

-بكشف مختلف المستورات في السّلوك السّياسيّ للإمارة العربيّة الإسلاميّة من خلال نموذج الإمارة البويهيّة:بلاط يحكمه أمير مستبدّ في الظّاهر وتدير شؤونه عائلة مالكة يتدخّل نسوانها وصبيانها في شؤون الحكم فتعمّ التّشريعات الفوضى ويغلب العرف والعصبيّة على القانون والمؤسّسة لتصبح جميعا في فساد المحسوبيّة والارتشاء وتتعطّل الهياكل الرّسميّة للدّولة أمام المصلحة الشّخصيّة للوصوليين فيها

حلّل المعرّي مظاهر التّدهور السّياسيّ كاشفا مسبّباتها ونتائجها محذّرا من عواقبها فالسّكوت عن التّدهور من قبل مثقّف عقليّ النّزعة كالمعرّي إسهام فعليّ فيه.

الجرأة في رحلة الغفران على قضيّة الدّين:

-بإثارة مسلّمات ثقافيّة راسخة وطرحها للنّقاش كالسّؤال عن منطقّية الحساب أمام القول بالغفران والشّفاعة والسّؤال عن منطقيّة الأصول(عدل ووعد ووعيد) أمام التّصّور الماديّ للآخرة.

-تبرز هذه الجرأة في وجه ثان مرتبط بتصوّر عالم الآخرة بين الماديّة والمعنويّة:فالتّصّور الماديّ تصوّر تهويميّ يشجّع العامّة على الزّهد في الدّنيا ويرغّبهم في الخلاص منها ويضع المسلمين في حرج أمام خصوم الدّيانة والتّصّور المعنويّ يفسد أحلام النّاس في التّعويض عن حرمان الدّنيا بنعيم الآخرة ويلفّ الحياة الدّنيا بشيء من العبث وانعدام الجدوى.

تقف الجرأة العلائيّة في تناول عقله لمسائل الدّيانة على حالين متكاملين،السّخرية من معتقدات راجت والحيرة أمام تصوّرات لم تقنع العقل ولم يستطع نفيها

فضل الجرأة متجسّد في كونها شرّعت للعقل تناول قضايا لم تبحها الأنساق الثّقافيّة السّائدة ولعلّها نتاج طبيعيّ لثقافة المحبس الّتي رامت أن تهدم السّائد وتحرّك الرّاكد وتعيد النّظر في المتداول”ولا إمام سوى عقلي”كما قال في لزومياته.

مقالات ذات صلة بالموضوع

  • الإضحاك في رحلة الغفران نقد و احتجاج
  • السخرية في رحلة الغفران إمتاع
  • آليات السخرية من ابن القارح في رحلة الغفران
  • الإضحاك في رحلة الغفران حاجة نفسية
  • الإضحاك في رحلة الغفران تقليد أدبي
  • الإضحاك في رحلة الغفران بين الحاجة والاحتجاج
  • تجليات الخيال في رحلة الغفران
  • مصادرالخيال في رحلة الغفران
  • مفهوم الخيال في رحلة الغفران
  • تدريب على إنتاج مقال أدبي رحلة الغفران
  • إحكام البناء في رحلة الغفران
  • إحكام البناء في قسم الرحلة ( الجزء الثاني)
  • إحكام البناء في رحلة الغفران ( الجزء الثّالث
  • السخرية في رحلة الغفران الآليات والمقاصد
  • السارد في رحلة الغفران أنواعه و مواقعه
  • وظائف السارد في رحلة الغفران:
  • السخرية من ابن القارح
  • النسيج الفني المثير:توليد الحكاية من نصوص تراثية
  • المعري محاجج لواقع المجتمع: الطريقة والقضايا والغايات
  • المعرّي محاجج لثقافة العصر:
error

هل أعجبك المقال؟ ساهم في نشره إن سمحت